الرئيسية / مقالات آشورية / في رثاء الاركذياقون كيفاركيس قاشا اثنيال

في رثاء الاركذياقون كيفاركيس قاشا اثنيال

(اما اللذين عملوا الصالحات فيقومون للحياة) يوحنا 5-29
بقلم : يوخنا اوديشو دبرزانا/ شيكاغو
في رقاده على رجاء القيامة الكاهن الاب والاخ والخادم رغم ضعفه البشري تفقد كنيستنا المشرقية وامتنا عاملا مجدا نشيطا في حقلها وستبقى ذكراه ماثلة للاجيال القادمة من بعدنا من خلال مساهمته مع جيل الشباب ممن كان بعضهم من جيل اولاده في البناء ,في شقيه العمراني والانساني . لست مبالغاً , لقد عملنا معا ضمن فريق الهيئة الادارية اوفي عضوية المجلس الملي لكنيستنا. اختلفنا كثيراً وزعلنا احيانا فكنا موفقين اْكثر لما فيه خدمة للغاية الأمثل . شخصياً كنت من الرعيل الثاني في هذا الحقل فالرعيل الاول تحدياتهم كانت اكبر ومرحلتهم اصعب .اما التجليات فاْوجزها بالتالي:في زيارة قداسة البطريرك مار دنخا الاولى لسوريا كان الشباب الاشوري في سوريا مستعدالها دارسا الحالة المزرية للكنيسة من كل جوانبها , فاعدت النخبة المثقفة نظاما داخليا منسجما وروح العصر وبدون مبالغة تفتقد اليه كثيرا من المؤسسات الدينية وحتى الدنيوية في اكثر الدول العالمية تحضرا ,فبارك قداسته لهذه البذرة وطالب بزرعها .المحصول الوفير لم يكن بالبذرة وحدها وانما بسواعد الفلاحين النشيطين والتربة الطيبة فتلك التربة كانت قلوب المؤمنين ابناء الرعية اللذين لم يبخلوا بالعطاء لثقتهم بسواعد الفلاحين من العلمانيين ومرشدهم الروحي فكانوا يدا واحدة على المحراث . هنا تجلى دور فقيدنا(( الكهنوتي)) المؤتمن على الكلمة ليس فقط مقدم قربان ومباركا عرسان وقابرا للموتى…وانما راعيا لخراف واغنام وجدايا الرب مثلما طالب الرب بطرس الرسول.وحقا كنا تيارين سياسيين وثالث اْنتهازي راكبا الموجة في الهيئة الادارية و المجلس الملى في السنين الاخيرة قبل رسامة اسقفا لسوريا وكان بحق صمام الأمان بمثابة الأخ الاكبر . ولا اْنكر مخالفة قناعاته اْحياناً تحت وطاْة اوامر القوى (( القاهرة)) مثلا محاولة تقليص ان لم يكن الغاء دور الاخويات علما انه كان الداعي والمؤسس والراعي لها منذ كان كاهنا لرعية القامشلي.
اما ابوته فتجلت ليس بمحبته لاسرته من بنيه وبناته وتفهم احتياجاتهم فحسب وانما تفهم احتياجات الشبيبة الاشورية وتطلعاتها القومية ,وكان قريبا جداً من المنظمة الاثورية الديمقراطية وتوجهاتها الوحدوية وكان متفهما جدا ككاتبنا المرحوم ( ابراهيم بالخ )اْن احد اْهم اْسباب تفرقنا هو اْفتقارنا لمنهاج تعليمي موحد وشامل للغة ,فتبنى المنهاج المعتمد في المدارس السريانية للمرحلة الابتدائية من الصف الاول الى الصف السادس الابتدائي بعد ان صاغها باللهجة والطباعة الشرقية والمعروفة بسلسلة الملفان الكبير المرحوم عبد المسيح قرباشلي ,وللاسف حورب البرنامج والغي وحرم لايقل عن الفي تلميذ سنويا من قراءة تراثنا العريق المكتوب بتلك اللهجة ! لم يتوان يوما او يتقاعس في مواكبة برامج التعليم وتفقده مع اعضاء اللجنة الثقافية والتعليمية في الهيئة الادارية فكان خادما اميناً للكلمة كما طالبه الرب. ورجائي من نيافة مار افرام ومن الهيئة الادارية القائمة اعادة الاعتبار لذلك العمل الجبار عملا بمقولة من اجل الاحياء وتخليداً للأموات اْرحموا التراث… ختاما استعيد مقولة جبران : تنتظرني امامك لن تراني انظر خلفك ستراني قدامك ما سبق اليسير من السيرة اما في العمران فهذه الصروح من الابنية الكنسية وملحقاتها والتي ستبقى شواهدا للاجيال القادمة للغريب والقريب على عطاءات هذه الامة كبقاء الثورالمجنح وبوابة عشتار شواهدا لنا فبصماته وبصمات ابناء رعيته العاملين مطبوعة على كل جداروحقاً يليق بكم قول الرب ((اْحسنت ايها العبد الصالح ,كنت اْمينا على القليل,فساْقيمك على الكثير أدخل نعيم سيدك )) متى 25-23
ابتي الراقد بسلام الرب صلي لاجلنا , صلي من اجل سوريا , من اجل اطفالها وثكلاها , من اجل المقهورين تحت سياط االجلاد في غياهب السجون , من اجل الارامل والايتام ليزيح هذا الكابوس وكفى الناس كل هذه الآلام
من الله نطلب الرحمة وللأهل والعائلة الكريمة الصبر والسلوان


شيكاغو 25 ايار 2013

شاهد أيضاً

عندما يغادرنا مبدعٌ كالموسيقار جورج جاجان

14-05-2021 بقلم سعيد لحدو تعود الموسيقا السريانية بجذورها إلى حضارة مابين النهرين وطقوسها الدينية والمهرجانات …