الرئيسية / أخبار سوريا / نص كلمة المنظمة الآثورية الديمقراطية التي ألقاها الرفيق حنا حنا نائب مسؤول المنظمة في الاحتفالية التي اقيمت في مدينة القامشلي في الذكرى الـ65 لتأسيس المنظمة

نص كلمة المنظمة الآثورية الديمقراطية التي ألقاها الرفيق حنا حنا نائب مسؤول المنظمة في الاحتفالية التي اقيمت في مدينة القامشلي في الذكرى الـ65 لتأسيس المنظمة

نص كلمة المنظمة الآثورية الديمقراطية التي ألقاها الرفيق حنا حنا نائب مسؤول المنظمة في الاحتفالية التي اقيمت في مدينة القامشلي في الذكرى الـ65 لتأسيس المنظمة
آدو نيوز : القامشلي 16.07.2022
السيدات والسادة الحضور: يسعدني باسمي وباسم قيادة المنظمة الآثورية الديمقراطية وباسمكم جميعاً أن أرّحبَ بممثلي الأحزاب الوطنية الصديقة ومنظمات المجتمع المدني، وممثلي أحزابنا السريانية الآشورية وممثلي مؤسساتنا الدينية والاجتماعية. وأن أشكركم جمي
عاً على تلبية دعوتنا لهذه الأمسية التي تقام بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لتأسيس المنظمة الآثورية الديمقراطية.
الحضور الكرام
بداية أريد توجيه التهاني الحارّة باسم قيادة المنظمة إلى كافة الآثوريات والآثوريين في الوطن والمهجر الذين لم تفتر عزيمتهم بعد خمس وستين عام من التأسيس. كما أتوجّه بالتهاني إلى أبناء شعبنا الذين ساندوا المنظمة ووثقوا بها. وبالمقابل فإنّ المنظمة لم تخيّب ظنهّم أبداً وكانت معهم وأمامهم على مدى أكثر من ستة عقود في كلّ المحطات التي رافقت حياتهم بحلوها ومرّها.
خمس وستون عاما مضت ووهج البداية لم يخبو بعد. خمس وستون عاما مضت والرسالة يتناقلها جيل بعد جيل. مناضلات ومناضلون يضحّون في سبيل تحقيقها بالغالي والنفيس، سائرين على درب وخطى روّاد الفكر القومي الذين أضاءوا الطريق أمامنا من أجل الحفاظ على هويتنا القومية ووجودنا ونيل حريتنا. ستبقى أسماء نعوم فائق واشور يوسف وفريدون آتورايا ومار شمعون بنيامين وشكري جرموكلي… وغيرها الكثير خالدة في ذاكرتنا، عظيمة في نفوسنا وقلوبنا، لما قدّموه من عطاء وتضحيات بلغت أحياناً درجة الشهادة. حيث كانت قضية شعبنا السرياني الاشوري محور حياتهم فأعطوها أغلى ما لديهم. وشكّل ذلك الدافع والرافعة للنضال السياسي المنظّم من أجل الوجود والحرية، فكان التأسيس, تأسيس المنظمة الاثورية الديمقراطية في العام 1957 كأول تنظيم قومي سياسي في صفوف شعبنا. في مرحلة تميّزت بصعود حركات التحرّر الوطني، وتنامي

 

 المشاعر القومية داخل الدول المستقلة حديثاً، على اعتبار أنّ التحرّر الوطني من التبعية لن يكون كاملاً وناجزاً إلاّ من خلال حلّ مسألة التنوّع القومي حلاً ديمقراطياً عادلاً ضمن الإطار الوطني. وانطلاقاً من هذا الفهم وهذه القناعة، فقد أدرك جيل التأسيس والاجيال اللاحقة في المنظمة الآثورية الديمقراطية، بأنّ الحقوق القومية لشعبنا السرياني الآشوري ولكافة مكونات المجتمع من عربٍ وكورد وتركمان وأرمن.. وغيرهم. لا يمكن بلوغها الا في ظلّ دولة ديمقراطية علمانية تلتزم بشرعة حقوق الانسان وتضمن حقوق الأفراد والجماعات. وتقوم على أساس العدالة والمساواة والحرية والمواطنة الكاملة والمتساوية. من هنا جاء التلازم بين النضالين القومي والوطني. وبناء على ذلك حدّدت المنظمة الاثورية الديمقراطية ورسمت نهجها ونضالها السياسي السلمي وانطلقت للعمل على الصعيدين القومي والوطني .
فعلى الصعيد القومي ومنذ تأسيسه
ا، عملت المنظمة الاثورية على نشر الوعي القومي والثقافة القومية بين صفوف شعبنا الكلداني
 السرياني الاشوري والتأكيد على وحدته بكل طوائفه وتسمياته .
وناضلت من أجل الاعتراف الدستوري بوجوده وهويته القومية وضمان كافة حقوقه ضمن إطار وحدة سوريا أرضا وشعبا.
كما أن المنظمة إيمانا منها بأهمية وضرورة العمل المشترك ووحدة الصف لتحقيق أهداف شعبنا, فقد قامت بالعديد من المبادرات تجاه أحزابه ومؤسساته, وتفاعلت إيجابيا مع المبادرات التي طرحت عليها وذلك بقصد تشكيل تفاهمات وأطر تعمل استنادا لخطاب قومي موحد ورؤية سياسية مشتركة . وتكلّلت هذه الجهود مؤخّراً بالتوصّل إلى تفاهمات سياسية بين المنظمة الآثورية الديمقراطية وحزب الاتحاد السرياني. وتشكيل لجنة تنسيق ثلاثية تجمع الحزب الآشوري الديمقراطي مع المنظمة وحزب الاتحاد السرياني. وهذه التفاهمات لم تكن لتتحقّق لولا وجود إرادة مشتركة لدى الأطراف الثلاثة بضرورة تجاوز الخلافات والتناقضات الصغيرة فيما بينها، والتخلّي عن الأنانيات والمصالح الحزبية الضيقة لص
ال
ح القضية القومية والمصلحة العامة لشعبنا ووطننا. والمنظمة سوف لن توفرَّ جهداً في سبيل تعزيز هذه التفاهمات والارتقاء بها، وصولاً إلى تشكيل مظلّة قومية جامعة تعبّر عن مطالب ومصالح شعبنا في السياق الوطني.
وعلى الصعيد الوطني فان المنظمة، والتزاماً بنهجها الوطني الديمقراطي، دعت لبناء هوية وطنية جامعة ترتكز على مبدا المواطنة المتساوية والكاملة والتشاركية الحقيقية والعدل. فسوريا دولة متعددة القوميات والاديان مكونة من عرب واكراد وسريان اشوريين وتركمان وغيرهم ومسلمين ومسيحيين وإيزيديين. ويجب أن يتمتعوا بحقوق قومية ودينية متساوية, دون تمييز او تفضيل لقومية على اخرى او دين على آخر.
وبناء على ذلك وانسجاما مع رؤيتها في تلازم النضالين القومي والوطني فقد نسجت المنظمة علاقات مع القوى السياسية الوطنية وانخرطت في الحراك السياسي الوطني، حيث تتمثّل اليوم في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة وضمن هيئة التفاوض السورية وكذلك في اللجنة الدستورية. إنّ وجود المنظمة في أطر المعارضة الرسمية لم يمنعها من بناء علاقات مع قوى وطنية أخرى، وتوصلّت إلى بناء علاقات وطنية راسخة، وتجسّد ذلك في تأسيس جبهة السلام والحرية قبل حوالي سنتين، حيث تضم الجبهة كلاً من المجلس الوطني الكردي، وتيّار الغد السوري والمجلس العربي في الجزيرة والفرات إضافة إلى المنظمة الآثورية الديمقراطية. إنّ جبهة السلام والحرية تعتبر إطاراً وطنيّاً هاماً في منطقة الجزيرة وشرق الفرات، وكذلك على المستوى الوطني لأنّها تمثل المكونات القومية فيها، ولأنّها تضم قوى سياسية ذات ثقل وازن ضمن بيئتها وحاضنتها، ولأنها تنطلق من ذهنية هي أقرب لمزاج أبناء منطقتنا بعيداً عن أيّة توجهات إيديولوجية، إضافة إلى أنّ تواجدها في اطر المعا
رضة الرسمية والتي وفرّت لها شبكة علاقات إقليمية ودولية يمكن توظيفها لتحقيق المصلحة الوطنية السورية. لهذا ننظر إلى جبهة السلام والحرية باعتبارها أحد ركائز العمل الوطني من حيث القدرة على ترسيخ قيم العيش المشترك، والحفاظ على السلم الأهلي، وتحقيق مصالح جميع مكونات المنطقة على قاعدة الشراكة الكاملة فيما بينها.
الأخوات الإخوة الحضور:
تعاني العملية السياسية في سوريا حالة من الجمود والاستعصاء لا سيما ما يتعلّق بتطبيق القرار 2254، وذلك بسبب تعنت النظام وحلفائه، وتراخي المجتمع الدولي وغياب التوافق الدولي، يأتي ذلك في ظل افتقاد القوى السورية لعوامل التأثير في المشهد السوري (نظاماً ومعارضة). وجاء الغزو الروسي لأوكرانيا، ليزيد الأوضاع تفاقماً وتعقيداً، وليخلق تحديات ومخاطر على صعيد الأمن والطاقة والغذاء على المستوى الدولي. حيث من المتوقّع أن تطول الأزمة الأوكرانية، بسبب احتدام الصراع بين روسيا والغرب، وتراجع احتمالات وضع نهاية قريبة للحرب الأوكرانية.
لم تسلم الأوضاع الهشة في سوريا من ارتدادات حرب أوكرانيا التي زادتها هشاشة وضعفاً على كافة المستويات السياسية و العسكرية والاقتصادية والإنسانية. فعلى المستوى السياسي، فإنّ العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف لتطبيق القرار 2254، ومعها كافة المسارات المتفرّعة عنها (اللجنة الدستورية، مسار أستانا ) تبدو مهدّدة بالتوقّف بشكلٍ شبه كامل جرّاء تحوّل اهتمامات الدول المنخرطة في الصراع السوري نحو قضايا ترتبط بمصالحها ومواجهة المخاطر التي أفرزتها الحرب الأوكرانية.
أمّا على المستوى العسكري، هناك مؤشّرات تنذر بتسخين الأجواء، وبروز تهديدات ومخاطر تتمثّل باحتمال قيام تركيا بشن عملية عسكرية جديدة في تل رفعت ومنبج، وما لذلك من عواقب على الاستقرار.
على الصعيد الاقتصادي والإنساني، تتدهور باستمرار الأوضاع المعاشية في كافة مناطق سلطات الأمر الواقع (وعلى رأسها النظام)، وتتنامى مشاعر السخط والاستياء لدى غالبية السوريين وفي كل المناطق، حيث يخوضون معارك قاسية من أجل تأمين حاجاتهم الأساسية للبقاء على قيد الحياة، أملاً بتحقيق انفراج يضع حد لمعاناتهم، ويفتح الطريق إلى السلام والاستقرار والذي بات هدفاً للجميع.
للأسف، فإنّ كل سلطات الأمر الواقع (بما فيها النظام) فشلت في مناطقها في تقديم نموذج معقول للحوكمة والإدارة، وفشلت في تأسيس حياة سياسية يمكن المراهنة عليها، بل على العكس في كل هذه المناطق نجد أنّ الكلمة الأولى هي للعسكر وأمراء الحرب وقادة الميليشيات التي تتحّكم بحياة الناس مستفيدة من حالة الفوضى المنتشرة في كلّ مكان وتعمل على إدامتها.
إنّنا في المنظمة الآثورية الديمقراطية، ومن أجل الخروج من الأوضاع الكارثية التي يعيشها السوريون، وتجاوز حالة الانسداد التي تمرّ بها العملية السياسية، نطالب المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته السياسية والقانونية والأخلاقية من خلال تنفيذ القرار 2254 بكافة بنوده وسِلاله من أجل تحقيق الانتقال السياسي الذي يتطلّع له السوريون، وفي مقدّمة ذلك تنفيذ الجوانب الإنسانية من القرار كالإفراج عن المعتقلين والكشف عن مصير المفقودين وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية لكافة المناطق.
كما ندعو جميع القوى الوطنية إلى اعتماد سبل الحوار فيما بينها، والعمل على بناء شراكات وتوافقات محلية ووطنية راسخة، وبما يكفل استعادة شيء من القرار الوطني الذي غيّبته المصالح الإقليمية والدولية. وبما يساعد على التركيز على إرساء دعائم الاستقرار والانصراف إلى معالجة مشاكل الناس وتطوير الخدمات، والتركيز على الحوكمة الرشيدة. وبهذا يمكن مواجهة التحدّيات والتهديدات ودرء الأخطار المحدقة بالجميع.
ختاما :
تحية الى الرواد القوميين بالذكرى الخامسة والستين لتأسيس منظمتنا
تحية الى الرفاق الاوائل والرفاق من الجيل الاول للتأسيس
تحية الى كل الاثوريين والاثوريات في الوطن والمهجر
الحرية للمعتقلين والكشف عن مصير جميع المغيّبين وفي مقدمتهم المطرانين يوحنا ابراهيم وبولص يازجي
تحية لأرواح شهداء شعبنا السرياني الاشوري وشهداء وطننا سوريا.
وشكرا لكم جميعا لمشاركتكم حفلنا هذا
15.07.2022
المنظمة الاثورية الديمقراطية
المكتب التنفيذي

شاهد أيضاً

المنظمة تهنئ حزب بيث نهرين الديمقراطي بذكرى تأسيسه

31-10-2024 زار وفد من المنظمة الآثورية الديمقراطية مقر حزب بيث نهرين الديمقراطي في مدينة أربيل …