الرئيسية / الصفحة الرئيسية / بيان المنظمة الآثورية الديمقراطية في الذكرى 109 لمذابح “سيفو “

بيان المنظمة الآثورية الديمقراطية في الذكرى 109 لمذابح “سيفو “

23-04-2024

يستحضر شعبنا السرياني الآشوري في 24 نيسان من كل عام ذكرى مذابح 1915 (السيفو)، التي أودت بحياة مئات الآلاف من أبنائه القاطنين في أرجاء السلطنة العثمانية، وكذلك بحياة ما يقارب المليون ونصف من أبناء الشعب الأرمني وعشرات الآلاف من اليونانيين البونت. قضوا جرّاء تصاعد النزعات العنصرية التي تجسّدت في حكومة الاتحاد والترقي التي سيطرت على مقاليد الحكم في السلطنة العثمانية في سنواتها الأخيرة. حيث قام الجيش العثماني بمؤازرة من بعض الميليشيات العشائرية الكردية التي انساقت وراء المشاعر الدينية التي أجّجتها الحكومة بمنتهى الخبث والانتهازية، بارتكاب مجازر مروّعة، وقاد حملات تطهير عرقي بحق مسيحيي السلطنة بهدف اجتثاث وجودهم التاريخي، وما يزال صدى هذه الجريمة التي هزّت الضمير الإنساني، يتردّد في ذاكرة الأجيال باعتبارها جريمة إبادة جماعية منظّمة لا تموت بالتقادم وفقاً للقانون الدولي.
رغم مرور أكثر من قرن على مأساة (السيفو)، إلاّ أنّها لم تفقد أهميتها وما تزال حيّة في ذاكرة شعبنا، كون البشرية لم تتعلّم بما يكفي من التجارب والمحن التي ألمّت بها. حيث خلقت النزاعات والصراعات التي عمّت في سوريا وغيرها من دول المنطقة، ظروفاّ مأساوية مشابهة لِما شهدته سنوات (السيفو)، وما نشهده اليوم وفي أكثر من مكان من أعمال قتل وتهجير وتغيير ديمغرافي، وجرائم بحق الإنسانية على أيدي قوى التسلّط والإرهاب، يؤكّد ما نقول، ويفضح في الوقت ذاته عجز المجتمع الدولي وتردّده في تطبيق المعايير والمنظومات الحقوقية والإنسانية المتقدمة التي توافقت عليها البشرية.
إنّ الأوضاع التي تعيشها دول المنطقة تقتضي ضرورة اعتماد مقاربات جديدة تقوم على التضامن الإنساني، والتزام سياسات حازمة تجاه انتهاكات حقوق الإنسان والجرائم ضد الإنسانية، والتعاطي مع الجرائم السابقة كالسيفو وغيرها، بذهنية مختلفة بقصد إغلاقها نهائياً، من أجل منع تكرارها، ومن أجل تحقيق العدالة واستعادة القيم الإنسانية، ونبذ كل أشكال التعصّب والتطرف والكراهية وإثارة الأحقاد والضغائن بين الشعوب.
لذلك فإنّنا نطالب الحكومة التركية باعتبارها وريثة للسلطنة العثمانية بتحمّل مسؤولياتها السياسية والقانونية بطي صفحة الماضي والتصالح مع تاريخها وشعوبها من خلال الاعتراف والاعتذار عن جريمة (السيفو). إنّ تحقيق ذلك كفيل باسترجاع تركيا لثقة شعوبها، وتعزيز مكانتها كدولة حديثة مؤثّرة في المجتمع الدولي المُطالَب أيضاً بالقيام بواجباته المتمثلة باحترام القانون الدولي، وتغليب الاعتبارات الإنسانية والأخلاقية واتخاذ إجراءات ومواقف حاسمة حيال كل الجرائم والانتهاكات التي تُرتكب في سوريا والعديد من دول المنطقة من أجل استعادة السلام والاستقرار، وفتح صفحة جديدة بين شعوب ودول المنطقة عنوانها الثقة والتعاون لمواجهة كافة التحدّيات التي تواجهها.
تحية إجلال وإكبار لشهداء سيفو وشهداء سوريا
الحرية للمطرانين المخطوفين يوحنا إبراهيم وبولص يازجي
سوريا 23 نيسان 2024
المنظمة الآثورية الديمقراطية
المكتب التنفيذي

شاهد أيضاً

اجتماع بين قيادتي المنظمة الآثورية الديمقراطية والائتلاف الوطني السوري

06-05-2024 عقدت قيادة المنظمة الآثورية الديمقراطية لقاء افتراضياً مع رئيس الائتلاف الوطني السوري الاستاذ هادي …