المنظمة الآثورية الديمقراطية تصدر بياناً تضامنياً مع الحراك السوري المتجدد

أصدرت المنظمة الآثورية الديمقراطية بياناً تضامنياً مع الحراك السوري المتجدد هذا نصه :

“أدّى توقّف العملية السياسية وانسداد الآفاق أمام الحلّ السياسي، وفشل محاولات التطبيع مع النظام، إلى تدهور الأوضاع المعيشية للمواطنين بشكلٍ مريع لم يسبق له مثيل. وإزاء عجز النظام عن تلبية الحد الأدنى من الحاجات الأساسية للسوريين، وتنصّله من كافة مسؤولياته، وتهرّبه من استحقاقات الحلّ السياسي من أجل الحفاظ على سلطته المتآكلة والمتهاوية، تصاعدت مؤخّراً أصوات الاحتجاج بقوّة في الساحل وفي مدن الجنوب السوري، وهذا يؤكّد على أنّ السوريين على مختلف طيفهم الوطني، ورغم المحن والمآسي التي عاشوها في السنوات الماضية جرّاء عنف وقمع النظام، لن يتراجعوا عن حقّهم في الحياة الحرّة الكريمة، وعن مطالبهم في بناء دولة ديمقراطية حديثة لا مكان فيها لمنظومة الاستبداد والفساد.

منذ أيّام، تشهد العديد من المدن السورية (السويداء ودرعا وبعض مناطق ريف دمشق..) حراكاً سلمياً شعبياً (يتخذ أشكالاً متنوعة تتراوح بين الاعتصامات والإضرابات والتظاهرات وعبر وسائل التواصل الاجتماعي)، وينبع هذا الحراك الجديد من تفاقم معاناة أهلنا في كافة المناطق، ويعبّر عن حالة من الغليان الشعبي الناتج عن الأزمات المعيشية والحياتية اليومية، وعن اتّباع النظام سياسات ممنهجة في تجويع السوريين وقمعهم، وعدم الاكتراث بالأوضاع المزرية التي وصل إليها شعبنا السوري في كل مكان في الداخل وفي دول الشتات، وكذلك عن ازدياد القناعة لدى معظم السوريين بأنّ النظام الحالي غير قابل للإصلاح والتغيير، وبأنّ استمراره يقف عقبة أمام استعادة المواطنين لحياتهم الطبيعية، وعائقاً يمنع استعادة البلاد لوحدتها وعافيتها. لهذا يُرجّح أن تتسّع رقعة الاحتجاجات لتعمّ كافة المناطق السورية إلى أن تتحقّق مطالب السوريين في الحرية والكرامة.

إننا في المنظمة الآثورية الديمقراطية، إذ نعبّر عن تضامننا مع أهلنا في الساحل والسويداء ودرعا وكافة المناطق السورية، فإنّنا ندعم ونساند المطالب الشعبية المتمثلة بالتغيير الجذري والحقيقي، ونؤكّد على أهمية الحفاظ على سلمية الحراك في كافة المناطق، ونحذّر في الوقت ذاته النظام وشبيحته من اللجوء مجدّداً إلى الأساليب القمعية التي فشلت على مدى سنوات في إطفاء جذوة الحرية من نفوس السوريين، ولم تنل من عزيمتهم أو تُضعِف إرادتهم. ونشدّد على أنّ حل أزمات سوريا المستعصية لا يمكن أن يتحقّق إلاّ عبر حلّ سياسي شامل وفق القرار 2254 وتنفيذ كامل بنوده، بدءاً من الإفراج عن المعتقلين والكشف عن مصير المختفين قسراً، بالتوازي مع تشكيل هيئة حكم انتقالي وإعادة اللاجئين إلى مناطقهم الأصلية، وإقرار دستور عصري ينقل سوريا من وضعها الحالي إلى دولة ديمقراطية علمانية تضمن حقوق كافة مكوناتها، وتستند إلى أسس العدالة والمساواة واحترام حقوق الإنسان.

تحية إلى شابات وشباب سوريا وإلى كل السوريين الشجعان الذين يكافحون من أجل بناء دولة سوريا الجديدة، دولة كل السوريين والمواطنين الأحرار.

سوريا – القامشلي 24/8/2023

المنظمة الآثورية الديمقراطية

المكتب التنفيذي