15-03-2023
بعد عقود من القمع والاستبداد والحرمان، خرج الشعب السوري بكل أطيافه ومكوناته بمظاهرات سلمية عمت كافة مناطق الجغرافيا السورية، منددة بسياسات النظام ومطالبة بالحرية والكرامة والتأسيس لدولة ديمقراطية تعددية تصون حقوق السوريين، وبالرغم من سلمية الثورة وانبعاثها من عمق معاناة الشعب السوري وتكاتف الجميع حول المطالب المحقة لإنهاء حقبة الاستبداد، إلا ان رد النظام السوري كان قاسيا واستعمل فيها كل أدواته وآلته العسكرية لطمس صوت المتظاهرين ولجمهم، فتم قتل المدنيين بدم بارد واستخدم البراميل المتفجرة وزج الآلاف في السجون، فكانت النتيجة تدمير سوريا وتهجير الشعب وضحايا بالآلاف ومصير المعتقلين لايزال مجهولا، كل هذا حدث نتيجة غطرسة النظام والاستقواء بحلفائه ضد شعبه، بينما المجتمع الدولي لا يمارس دوره الجدي لوقف مأساة الشعب السوري، بالرغم من صدور العديد من القرارات الأممية وخاصة القرار 2254 .
وبالرغم من تعدد أطر المعارضة السورية وتنوع منصاتها، فإن المرحلة تتطلب توحيد الطاقات وتوظيفها لتستمر هيئة التفاوض السورية في عملها للوصول لحل سياسي تحت الرعاية الدولية، والالتفاف حول مشروع وطني يضمن حقوق المكونات السورية ويكون تعبيرا” عن حجم تضحيات الشعب السوري .
لقد بات واضحا” بأن الاهتمام بالملف السوري قد تضاءل، ومهدت المنطقة لتحالفات جديدة وتطورات مرتقبة، ومن هنا يتطلب من المعارضة السورية المنخرطة بالعملية السياسية مراجعة شاملة وتقييم سياساتها واستقطاب الاطر والفعاليات التي تؤمن بالثورة السورية وقيمها والتمسك بثوابت الثورة السورية وتفويت الفرص أمام المتربصين للنيل من أهدف الثورة.
ان الثورة السورية وبالرغم من مرور 12 عاما على انطلاقتها وظهور مجموعات إرهابية ساهمت في تعميق مأساة الشعب السوري وتشويه قيمه النضالية، فإن الثورة ستبقى خيارا” وجدانيا ونضاليا لشعبنا وعلينا أن نكثف من جهودنا لوضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته وتفعيل العملية السياسية الأممية لايجاد حل سياسي شامل للوضع السوري .
إننا في جبهة السلام والحرية نعاهد شعبنا بأننا لن ندخر جهدا لتحقيق أهداف ثورة السوريين وبذل كل الجهود مع المعارضة السورية والدول المؤثرة في الملف السوري لإنجاز الانتقال الديمقراطي وكتابة دستور يضمن حقوق وكرامة السوريين .
عاشت الثورة السورية العظيمة.
المجد والخلود لشهداء الثورة السورية…ثورة الكرامة والحرية.
جبهة السلام والحرية