04-11-2023
ألقى الرفيق بشير سعدي نائب مسؤول المنظمة الآثورية الديمقراطية محاضرة بعنوان “الصحافة السريانية الآشورية – لمحة عامة” في مقر المنظمة الآثورية الديمقراطية مساء يوم الجمعة ٣ تشرين الثاني ٢٠٢٣ .
حضر الندوة عدد من الرفاق أعضاء المكتب التنفيذي والأمانة العامة في المنظمة ووفد من حزب الاتحاد السرياني ، ووفد من الهيئة الزراعية للقرى السريانية، ووفد نسائي من ايقرثو د شاميرام وشخصيات من أبناء شعبنا، بالإضافة إلى حضور عدد من اعضاء وأصدقاء المنظمة الآثورية الديمقراطية.
وبعد أن قدّم الرفيق كبرئيل حانون للمحاضرة، تحدَّث الرفيق بشير سعدي عن معاني ودلالات احتفال السريان الآشوريين بالذكرى الرابعة والسبعين بعد المئة لعيد صحافتهم، وعن رواد الفكر القومي من الصحفيين الأوائل الذين أدركوا اهمية الإعلام في تشكيل الوعي السياسي لدى أبناء شعبنا السرياني الآشوري الذي تعرّض لكثير من الاضطهادات والمجازر .
وقدّم الرفيق سعدي عرضاً تاريخياً عن بدايات نشوء الصحافة لدى أبناء شعبنا السرياني الآشوري في أماكن تواجدهم وظهور أول صحيفة مطبوعة “زهريرا دبهرا” بمدينة أورميا بتاريخ ١ تشرين الثاني ١٨٤٩ ، ليتكرّس هذا اليوم عيداً للصحافة ااسريانية الآشورية.
وأورد سعدي جدولاً بأسماء الصحف التي أصدرتها مؤسسات ونخب شعبنا والتي بلغ عددها ١٩٧ صحيفة. وركّز في محاضرته على الرعيل الأول من الصحفيين الذين كانوا نخباً ومصلحين ومناضلين حقيقيين ودوّنوا كلمتهم بدمائهم الطاهرة ودفعوا حياتهم ثمناُ لكلمة الحقّ .
أمثال : آشور يوسف ، فريدون آثورايا ، بشار حلمي بوراجي ، يوخنا موشي .
ومنهم من كان رمزاً للبذل والعطاء والتضحية .
أمثال : نعوم فائق يوئيل وردا ، فريد نزهة ، يوحانون قاشيشو ، فولوس نويا وغيرهم .
كما أكّد على الدور الإيجابي للصحف حيث أنّها ساهمت في تبني قضايا شعبنا في الوطن إبان الحرب العالمية الأولى وما بعدها وذلك بالحثِّ على جمع التبرعات لصالح اليتامى وضحايا الحرب ومتابعة نشاط الوفود الآشورية إلى مؤتمر السلام وكذلك فضح ممارسات الدولة التركية لارتكابها المجازر بحقِّ شعبنا وفضح الحكومات الاستبدادية في المنطقة.
ونوّه الرفيق نائب مسؤول المنظمة الآثورية الديمقراطية الى التحديات الكثيرة التي واجهت الصحافة حيث تعرضت معظم الصحف للتوقف عن الصدور بسبب اعتماد تمويلها على محررها وناشرها، وأحياناً لأسباب سياسية وأمنية وخصوصاً في الوطن. ونتيجة انتشار أبناء شعبنا في مناطق مختلفة جعل انتشارها محدوداً بسبب اللغة وكذلك لعدم وصولها لكافة فئات الشعب.
ولفت الرفيق سعدي إلى أنَّ “عناوين الصحف الآشورية كانت تعبٍّر عن المكون النفسي والفكري لدى شعبنا وتؤكد على تشبثه بأرضه ووطنه وتعطيه أملاً بتحقيق حلمه في تحقيق الحرية والعدالة .مثل : الوطن ، بيث نهرين ، النجم ، آشور ، الاتحاد ، الحرية ، المستقبل .
والملاحظ أنًّ الصحافة الآشورية قد اتخذت تسميات شعبنا دون تعصب لاسم دون آخر ،وكذلك الانفتاح على الرأي المقابل ومناقشته أعطاه دفعاً للتعاون” ، مؤكداًعلى أنَّ “الصحافة عند أبناء شعبنا مستمرة لم تتوقف رغم التحديات الكثيرة :
حيث أصدرت الأحزاب السياسية لشعبنا الكثير من الصحف التي تحثّ على الالتزام بالقضية القومية لشعبنا لوضع اليد على الجرح ومداواته، وكذلك الصحف الكنسية والتي أصدرها الآباء الكهنة في الوطن والمهجر، ومواكبة التطور التكنولوجي من خلال الصحف الرقمية والقنوات الإخبارية والإذاعية
والتلفزيونية السريانية الآشورية”.
واختتم الرفيق بشير سعدي محاضرته بالحثّ على تطوير صحفنا القومية الالكترونية لتعريف العالم بأنّنا أصحاب قضية إنسانية عادلة وهذه القضية حيّة وعليه الاعتراف بها لتحقيق حلمنا المشروع في الوجود والحرية .