07-08-2023
أصدرت المنظمة الآثورية الديمقراطية بيانا بمناسبة عيد الشهيد الآشوري هذا نصه:
لأن مأسي الشعوب هي وقود نهضتها ونبراسها نحو غد مشرق أفضل، ولأن الجرائم المرتكبة بحق الشعوب لا تمحى من الذاكرة الجمعية للأجيال الجديدة، ولأن التبعات القانونية للجرائم التي تم ارتكابها بحق الشعوب لا تسقط بالتقادم، لهذا كله يحرص أبناء شعبنا السرياني الآشوري في الوطن ودول الانتشار، بمؤسساته وأحزابه وكنائسه، أن يحيوا ذكرى السابع من آب، ذلك الأثنين الأسود من العام 1933، والذي ارتكب فيه الجيش العراقي بقيادة المجرم بكر صدقي مجزرة بالسلاح الثقيل ضد المدنيين العزل في بلدة سيميل الآشورية في شمالي العراق، والتي استشهد فيها أكثر من خمسة آلاف مدني معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ، ليس لذنب ارتكبوه وإنما لحق مشروع بالحرية طالبوا به في أرضهم ووطنهم.
لقد أصّلت الجريمة التي ارتكبها الجيش العراقي في سيميل لمفاهيم الاستبداد السياسي وعنف الدولة المنظم ضد شعبها في العراق وسوريا ومنطقة الشرق الأوسط عموما. حيث شكلت هذه المجزرة منعطفا خطيرا تم استنساخه وتطبيقه في طريقة تعاطي الحكومات مع مطالب شعوبها لاحقا. وهذا ما سجله تاريخ المجازر في المنطقة بدأ بكيماوي حلبجة وصوريا والأنفال، مرورا بكيماوي الغوطة، وانتهاء باستخدام الجيوش المدججة بالسلاح لمواجهة مطالب المواطنين المطالبين بالحرية، في العراق وسوريا وإيران وغيرها، تلك الحقوق التي تكفلها وتضمنها الدساتير المحلية والقوانين الدولية.
ورغم كل المآسي والظروف الدقيقة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، فقد كان لافتا هذا العام إصرار العديد من القوى والمؤسسات السياسية والحزبية والثقافية والكنسية والشبابية، والتي تمثل أبناء شعبنا السرياني الآشوري في الوطن والمهجر، على تنظيم فعاليات مشتركة لإحياء هذه الذكرى. وقد جاءت هذه المهرجانات المشتركة بمثابة رد اعتبار لضحايا المجازر الذين يستكثر المرتكب الاعتراف بالظلم الذي وقع عليهم وبعدالة قضيتهم، وبمثابة وفاء لأرواح اولئك الذين استشهدوا من أجل وجودنا وحريتنا. ففي مدن وبلدات مثل ديريك وقبري حيوري وتل تمر وأربيل ودهوك وستوكهولم وملبورن ويوتبوري وغيرها، تم إحياء هذه الذكرى الأليمة بفعاليات شارك في تنظيمها العديد من المؤسسات التي قد تختلف في توجهاتها وخياراتها الخاصة، لكنها قررت توحيد هذا الاحتفال من أجل إعلاء الصوت في وجه مرتكبي هذه المجازر، ومساعديهم، وورثتهم السياسيين، بأننا لن ننسى شهداءنا ولن نتخلى عن حقنا في الدفاع عن الحلم الذي استشهدوا من أجله وأننا موحدون خلف شهادتهم. الأمر الذي ترك انطباعا ايجابيا وأثرا محفزا لدى أبناء شعبنا في كل مكان، هذا الاتحاد الذي نأمل أن يستمر في السنوات القادمة، وأن ينسحب على نواحي أخرى في ساحة العمل القومي المشترك.
المنظمة الآثورية الديمثراطية
المكتب التنفيذي
القامشلي ٧ آب ٢٠٢٣