23-04-2023
بيان بمناسبة الذكرى ال 108 للسيفو
تعرّض شعبنا عبر تاريخه الطويل لسلسلة من المآسي والويلات، إلاّ أنّ أشدّها وقعاً وإيلاماً، كانت وماتزال مذابح (سيفو) عام 1915، والتي جرت بقرار وتخطيط وتنفيذ من حكومة الاتحاد والترقي التركية التي استغلّت ظروف الحرب العالمية الأولى لارتكاب واحدة من أفظع الجرائم في العصر الحديث، حيث أودت هذه الجريمة بحياة أكثر من نصف مليون إنسان من أبناء شعبنا السرياني الآشوري في آمد والرها وماردين وخربوط وطورعبدين وأورميا وحكاري وآزخ… إضافة إلى ما يقارب مليون ونصف إنسان أرمني وعشرات الآلاف من اليونانيين البونت، في حملات إبادة منظمة لإنهاء واقتلاع الوجود المسيحي من السلطنة العثمانية، وأدّت تلك الحملات إلى انحسار وجود شعبنا إلى مستويات تكاد لا تذكر.
إنّ تقاعس المجتمع الدولي عن القيام بمسؤولياته وواجباته السياسية والقانونية والأخلاقية، وتغليب لغة المصالح على الاعتبارات الإنسانية في التعاطي مع جرائم الإبادة الجماعية وتلك المرتكبة بحق الإنسانية، أدّى إلى تنامي نزعات التعصّب والتطرّف، وأعطى الطغاة المزيد من الجرأة على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، دون خشية من عقاب أو مساءلة، وقاد إلى تكرار المآسي في قرى الخابور ومدن وبلدات سهل نينوى وارتكاب جرائم بحق أبنائها، وبحق الشعب السوري بكافة مكوّناته. حيث مازال الشعب السوري يدفع ثمناّ باهظا لمطالبه في الحرية والكرامة، وأصبح ضحية لقوى الإرهاب والتسلّط ومصالح الدول الإقليمية والكبرى.
إنّنا نستذكر مذابح (سيفو)، ليس من أجل إثارة الأحقاد والضغائن أو طلب الثأر، وإنّما من أجل تحقيق العدالة واستعادة القيم الإنسانية ونبذ كل أشكال التعصّب والتطرّف والكراهية بين الشعوب، ومن أجل إظهار الحقائق وإشاعة ثقافة الاعتراف والاعتذار والمسامحة والغفران التي كرّسها القانون الدولي، ومن أجل أن تتوقف ألة القتل في وطننا سوريا، ومنع تكرار ( سيفو) في أماكن أخرى. ولهذا فإنّنا نطالب الحكومة التركية بالاعتراف بمذابح سيفو، وامتلاك الجرأة والشجاعة على مواجهة ماضيها والتصالح مع شعوبها. كما نطالب المجتمع الدولي باحترام القانون الدولي، وتغليب الاعتبارات الإنسانية والأخلاقية واتخاذ إجراءات ومواقف حاسمة حيال كل الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي تُرتكب في سوريا وغيرها من الأماكن على مرأى ومسمع العالم المتحضّر.
تحية إجلال وإكبار لشهداء سيفو وشهداء سوريا
سوريا 23 نيسان 2023
المنظمة الآثورية الديمقراطية
المكتب التنفيذي