الرئيسية / أخبار سوريا / كلمة المنظمة الآثورية الديمقراطية في ذكرى اجتياح الخابور

كلمة المنظمة الآثورية الديمقراطية في ذكرى اجتياح الخابور

24-02-2023

ألقى الرفيق نبيل أوشانا عضو هيئة فرع سوريا كلمة المنظمة الآثورية في الاحتفالية التي اقامتها أمس الخميس ٢٣ شباط لجنة تنسيق الأحزاب السريانية الآشورية في سوريا، لمناسبة الذكرى الثامنة لاجتياح تنظيم داعش الارهابي لقرى وبلدات منطقة الخابور ، هذا نصها:
كلمة المنظمة الآثورية الديمقراطية في الذكرى الثامنة لاجتياح داعش لقرى الخابور
أيّها الحضور الكريم
أيتها السيدات .. أيها السادة:
قدّم شعبنا السرياني الآشوري، خلال تاريخه الطويل قوافل من الشهداء، دفاعاً عن هويته القومية ووجوده القومي وعقيدته الدينية، وعانى من كل أصناف الظلم والاضطهاد من أجل أن يعيش حياة حرّة وكريمة في وطنه. مع بدايات القرن العشرين، تعرض لأشرس وأعنف الحملات البربرية، كان أكثرها بشاعة وقسوة، المذابح التي تعرض لها خلال الحرب العالمية الأولى على يد حكومة الاتحاد والترقي التركية، التي شنّت حملات إبادة جماعية على كافة مسيحي السلطنة العثمانية، وقد قضى في هذه المذابح ـــ التي عرفت في أدبيات شعبنا بـ (السيفو) ما يزيد على نصف مليون إنسان من جميع طوائف شعبنا، استشهدوا في حيكاري وآمد والرها وماردين وأزخ وطورعبدين وغيرها، سقطوا على مذابح الحقد والعنصرية .
ومع طيّ صفحة السلطنة العثمانية، وسعي شعبنا لمداواة جراحه الناتجة عن جريمة الإبادة التي تعرض لها عام 1915(سيفو) واستتباب الأوضاع لصالح سلطات الانتداب الغربي، في الدول الجديدة التي نشأت في المنطقة، وخلال السنة الأولى من إعلان استقلال العراق كدولة عضو في عصبة الأمم، تعرض شعبنا مرة أخرة، لمجزرة رهيبة، نفذتها هذه المرة قوات الجيش العراقي النظامي بقيادة المجرم بكر صدقي، تحت أنظار سلطات الانتداب البريطاني. حيث قام الجيش العراقي مصحوباً بتغطية حكومية، ودعاية شوفينية حاقدة، باستعراض قوته وبطولاته في مواجهة مواطنيه الآشوريين العزل، وجعل من قراهم ساحة لعملياته، وعلى مدى أيام ارتكب فظائع وجرائم بلغت ذروتها في السابع من آب عام 1933، عندما قام بتدمير بلدة سيميل المسالمة، وإبادة كل من لجأ إليها من أبناء شعبنا، الذين تجمعوا فيها هرباً من نيران القصف الأرضي والجوي الذي طال قراهم. وقضى في هذه المجزرة أكثر من 5 آلاف شهيد معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، في واحدة من أبشع جرائم وإرهاب الدولة في التاريخ الحديث.
يستذكر شعبنا السرياني الآشوري في الوطن والمهجر سنوياً بكثير من الألم والمرارة، ذكرى اجتياح قرى الخابور الآشورية في 23/2/2015 من قبل قطعان تنظيم داعش الإرهابي، التي استباحت هذه القرى المسالمة بمنتهى الوحشية، حيث ارتكبت فيها أفظع الجرائم بحق المدنيين المسالمين من نساء وأطفالٍ وشيوخ من أبناء شعبنا من قتل وخطف واغتصاب وتهجير وتدمير للكنائس، وهي جرائم ترقى إلى مستوى جريمة الإبادة والجرائم ضد الإنسانية. جاءت هذه الجريمة استكمالاً للجرائم اقترفها هذا المسخ الإرهابي في كلٍ من سوريا والعراق وطالت المدنيين من كل المكونات، مستفيداً من حالة الفوضى المنتشرة في دول المنطقة، ومن الدعم الخفي لبعض الجهات المشغّلة، ومن تردّد المجتمع الدولي الذي تأخّر في وقف تمدّده وإرهابه المنفلت.
إنّ مأساة السريان الآشوريين في الخابور وسائر أنحاء سوريا، لا يمكن فصلها عن مأساة السوريين الذين تضافر الاستبداد والإرهاب التكفيري على وأد تطلعاتهم في الحرية والكرامة، ودفعوا ثمن نزوعهم نحو السلام ورفضهم الانخراط في لعبة الحرب القذرة، وتمّ توظيف داعش وغيره من التنظيمات التكفيرية في معاقبة السوريين وتخويفهم من المطالبة بعملية الانتقال إلى دولة ديمقراطية حديثة تكفل العدالة والمساواة والشراكة بين كافة المواطنين، وذلك من خلال الانقضاض على مناطقهم واستهداف وجودهم وخلخلة التركيبة السكانية فيها، وصولاً لإحداث تغيير ديمغرافي كفيل بالقضاء على حالة التنوّع التي كانت سمة سوريا عبر تاريخها الطويل.
كان لهذه المأساة آثار وتداعيات كارثية على أبناء شعبنا في الخابور خصوصاً وفي سوريا عموماً، وتجلّى ذلك في نزيف الهجرة من قرى الخابور وعموم سوريا، حيث تضاءل وجود شعبنا في هذه القرى التي شكلّت متنفساً لكل أبناء الجزيرة إلى الحدود الدنيا، وأضحت منطقة الخابور عرضة للتغيير الديمغرافي. من هنا تقع مسؤولية كبيرة على لجنة تنسيق أحزاب شعبنا وبالتعاون مع كافة مؤسساتنا في إيلاء أهمية كبيرة لمنطقة الخابور بهدف معالجة آثار وتداعيات هذه الكارثة، ومنع حدوث عمليات تغيير ديمغرافي فيها، من خلال العمل ودون توقف من أجل الحفاظ على هوية هذه المنطقة وإعادة بنائها بشرياً وعمرانياً، وذلك بالتعاون مع شركائنا في الوطن ومع المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية. إنّ تحقيق ذلك يقتضي من أحزابنا ومؤسساتنا توحيد جهودهم وتعزيز الشراكة مع القوى الوطنية الديمقراطية من أجل قطع الطريق على عودة الإرهاب بكل أشكاله والعمل على إرساء السلام والاستقرار في البلاد على قاعدة تحقيق الانتقال الديمقراطي وفق قرار مجلس الأمن 2254 وبما يضمن تثبيت حقوقنا القومية دستورياً ضمن إطار وحدة سوريا أرضاً وشعباً.
إنّنا في لجنة تنسيق أحزاب شعبنا وفي المنظمة الآثورية الديمقراطية، في الوقت الذي ننحني فيه إجلالاً وإكباراً لشهداء الخابور وشهداء شعبنا وشهداء سوريا. فإنّنا نقف بخشوع أمام أرواح الضحايا الذين سقطوا جرّاء كارثة الزلزال المدمّر الذي ضرب سوريا وتركيا، ونعلن تضامننا ووقوفنا إلى جانب أهلنا السوريين المنكوبين من جرحى ومتضررين. ونؤكد بأنّنا سوف نعمل مع كل القوى الوطنية السورية من أجل بناء دولة ديمقراطية تتحمّل مسؤولياتها الكاملة في حماية وصون حقوق كل السوريين ووضع حد لمآسيهم ونكباتهم.

شاهد أيضاً

الرفيق عبد الأحد سطيفو: “لا انتخابات ولا عملية سياسية دون بيئة آمنة ومحايدة”

10-03-2024 تحدث منسق لجنة الانتخابات في هيئة التفاوض السورية عبد الأحد اسطيفو، خلال مداخلة ضمن …