المنظمة الآثورية الديمقراطية ADO
31.03.2022
آدو نيوز/ADO NEWS
يحتفل شعبنا السرياني الاشوري في سوريا والعالم في الأول من نيسان من كل عام بعيده القومي عيد رأس السنة البابلية الاشورية (الأكيتو)، مستحضراً إرثاً تاريخياً غنياً ومتواصلاً منذ أيام أجداده الذين رسّخوا دعائم المدنية والعمران وأسسوا أولى الحضارات الإنسانية في بلاد ما بين النهرين وسوريا، وصاغوا أولى الشرائع والقوانين. مستمداً من نيسان معاني التجدّد والانبعاث، ومواصلة الحياة والتجذّر بالأرض والوطن، وتجاوز كل أشكال القهر والظلم والإقصاء والتهجير التي تعرّض لها عبر تاريخه. مجدّداً الآمال بغدٍ أفضل، في ظل نظام ديمقراطي علماني، يقوم على أسس العدل والمساواة واحترام حقوق الإنسان، وفي ظل دستور عصري يعترف بحقيقة التنوع القومي والثقافي والديني في سوريا، ويضمن الحقوق القومية لكافة مكونات الشعب السوري من (عرب وسريان آشوريين وأكراد وتركمان وغيرهم) الذين يتشكّل منهم النسيج الوطني والاجتماعي لسوريا.
مع دخول الثورة السورية عامها الثاني عشر، تتجّه الأوضاع في سوريا نحو المزيد من التعقيد والتأزّم على وقع التحوّلات التي أفرزتها الحرب الأوكرانية. ويأتي ذلك في ظل تراجع الاهتمام الدولي بالقضية السورية، وفي وقتٍ تتفاقم فيه الأوضاع المعاشية للسوريين في كافة المناطق جرّاء تدهور الأوضاع الاقتصادية، واستمرار تحكّم منظومة الاستبداد والفساد بحياة المواطنين. في حين تعاني فيه العملية السياسية في سوريا من الجمود، في ظل عجز الأمم المتحدة عن تحقيق أيّ تقدّم في المسار السياسي، وتجلّى هذا في فشل الجولة السابعة من اللجنة الدستورية التي انتهت أعمالها قبل أيّام، بسبب تعنّت النظام ورفضه لموجبات الحلّ السياسي وفق قرار مجلس الأمن 2254 بوهم العودة بالأمور إلى ما قبل عام 2011.
إنّ المنظمة الآثورية الديمقراطية، تؤكّد بأنّ الحلّ السياسي في سوريا، يتطّلب من الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي ممارسة المزيد من الضغوط من أجل التطبيق الكامل للقرار 2254 بكافة بنوده بدءاً من تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، وصياغة دستورٍ عصري يتوافق عليه السوريون، وتأمين بيئة آمنة ومحايدة لإجراء انتخابات حرّة ونزيهة يشارك فيها السوريون في الداخل والخارج وفقاً للدستور الجديد وتحت الإشراف الكامل للأمم المتحدة، لضمان الانتقال إلى نظامٍ ديمقراطي يقوم على أسس المواطنة المتساوية والشراكة الحقيقية بين كافة السوريين. على أن يسبقَ ذلك تطبيق إجراءات الثقة التي تشمل الإفراج عن المعتقلين والكشف عن مصير المغيبين والمختفين قسراً، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى كافة المناطق دون استثناء، ويشكّل ذلك الضمانة الأساسية لاستعادة السلام والاستقرار إلى البلاد، وللبدء بعملية إعادة الإعمار. ولعودة اللاجئين عودة طوعية وآمنة، ولإخراج الجيوش والميليشيات الأجنبية.
خلال الفترة الماضية، واظبت أحزاب شعبنا في سوريا على مواصلة حواراتها البينية انطلاقاً من مبادرات ذاتية تنبع من مصلحة شعبنا، وتهدف إلى الارتقاء بمستوى التعاون والتنسيق، وإيجاد مساحات للتقارب والتفاهم على الصعيدين القومي والوطني. وبإمكاننا التأكيد بكل ثقة بأنّ هذه الحوارات قد بلغت مرحلة متقدمة، تؤشّر إلى نضج الظروف لإطلاق آلية عمل مشتركة لتأطير العمل القومي بين أحزابنا، بحيث تُبنى على قاعدة التعاون والشراكة والتكامل. من أجل ضمان حقوقنا القومية المشروعة وترسيخ وجودنا القومي، وتعزيز دورنا الوطني إلى جانب شركائنا في الوطن. ولا شك بأنّ حلول عيد الأكيتو بمعانيه السامية سوف يشكّل محفزاً للإسراع في إطلاق هذه الآلية التي طال انتظارها.
ختاماً، وبمناسبة عيد رأس السنة البابلية الآشورية (الأكيتو)، فإنّنا تتقدّم بأجمل التهاني والتبريكات لأبناء شعبنا (في الوطن والمهجر)، ولعموم السوريين بمناسبة أعياد الأكيتو والقيامة المجيدة، ونأمل أن يعمّ السلام والاستقرار في وطننا وجميع أنحاء العالم.
تحية إجلال لشهداء شعبنا ووطننا
وكل عام وأنتم بخير
سوريا 31 آذار 6771آ – 2022م
المنظمة الآثورية الديمقراطية
المكتب التنفيذي
