الرئيسية / أخبار سوريا / المنظمة الآثورية الديمقراطية تدين خطابات التحريض ضد الحراك النسوي السوري

المنظمة الآثورية الديمقراطية تدين خطابات التحريض ضد الحراك النسوي السوري

14-08-2021

 

شهدت المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في الشمال الغربي من سوريا خطابا تحريضيا واضحا ضد النساء والحركات النسوية من قبل بعض رجال الدين وشخصيات سياسية محسوبة على المعارضة السورية كان آخرها خطبة الشيخ اسامة الرفاعي رئيس المجلس الإسلامي السوري في مدينة أعزاز .
لقد عانت المرأة السورية مثلها مثل الرجل من عهود الاستبداد والقمع ، لا بل كانت معاناتها مضاعفة نتيجة القوانين التمييزية المجحفة بحقها في الدساتير السورية المتعاقبة من جهة ، و العادات والتقاليد البالية التي ساهمت في تعميق معاناتها من جهة أخرى.
إن المنظمة الآثورية الديمقراطية انطلاقا من إيمانها وقناعتها بضرورة دعم المرأة ومساندتها في كل ما من شأنه تحرير طاقاتها وتفعيل دورها في الدولة والمجتمع وتمكينها من المشاركة على قدم المساواة مع الرجل في جميع المجالات والمستويات وضمان حقها في مواطنة كاملة ومتساوية مع الرجل في الدستور وأمام القانون، باعتباره ضرورة حتمية لا يمكن دونها أن تستقيم مفاهيم العدالة والحرية، فإنها تنبّه إلى خطورة هذا النوع من الخطابات ليس فقط لما تنطوي عليه من استسهال في استباحة شرف وأخلاق الناشطات في الحراك النسوي ببعديه السياسي والاجتماعي بل بما قد يستدعيه ذلك من خطر مباشر على حياتهن.
إن بروز مثل هذه الأصوات ليس أمرا جديدا أو مستغربا في المجتمع وخاصة من قبل رجال الدين، لكنه يعكس الكثير من التناقض عندما يصدر عن شخصيات تتصدر حيزا هاما من المشهد السياسي المعارض للنظام وبأسلوب شعبوي يلوي عنق الحقيقة والواقع ويبني على مقولات سطحية وقراءات جد ضيقة للحراك النسوي السوري عبر توصيفه بأبشع الصفات واعتباره جزء من مؤامرة “كونية” لنشر الفسق والانحلال الأخلاقي، وفي لحظة لاتخدم سوى التعمية عن القضايا الجوهرية التي تهم السوريين . ولشديد الأسف فإن هذه الخطبة لا تذكرنا بشيئ أكثر من خطاب رأس النظام في حديثه أمام العاملين في وزارة الأوقاف، عندما تناسى كل ما يحدث من مآسي للسوريين، واعتبر أن العدو الاخطر الذي يجب مجابهته يتمثل بقيم الحرية ( الليبرالية ) التي لم يفهم منها سوى الدعوة للفسق والانحلال الأخلاقي وأنها جزء من مؤامرة “كونية” لضرب منظومتنا الاخلاقية والدينية .
لذلك فإننا في المنظمة الآثورية الديمقراطية في الوقت الذي نعبر فيه عن رفضنا وإدانتنا لهذه المقولات، فإننا في الوقت نفسه ننبه إلى خطورة مثل هذه الخطابات، وما يستدعيه ذلك منا أحزابا ومؤسسات ومنظمات سياسية وحقوقية ومدنية ونخب ثقافية وأجتماعية ودينية، لمواجهة هذا النوع من الخطاب وتفنيده ودحضه دفاعا عن قيم مجتمعنا ومستقبل أبنائنا، فلا معنى للنضال لتحقيق تغيير سياسي دون أن يترافق ذلك مع العمل لنشر وتعميق القيم الإنسانية التي هي الرافعة الحقيقية والحاضنة الضرورية لتحقيق الحرية والكرامة الانسانية وقيم الديمقراطية.
المنظمة الآثورية الديمقراطية
المكتب التنفيذي
سوريا 14/8/2021

شاهد أيضاً

المنظمة تهنئ حزب بيث نهرين الديمقراطي بذكرى تأسيسه

31-10-2024 زار وفد من المنظمة الآثورية الديمقراطية مقر حزب بيث نهرين الديمقراطي في مدينة أربيل …