المنظمة الاثورية الديمقراطية تلغي احتفالات اكيتو 6770 وتطالب بتثبيته عيداً وطنيا لكل السوريين
مع حلول العيد القومي للشعب السرياني الآشوري، عيد رأس السنة البابلية الآشورية (الأكيتو) في الأول من نيسان. يستحضر شعبنا في سوريا والعالم، تراثاً عريقاً يعود لأيام سومر وأكاد وآشور وبابل. حيث سطّر الإنسان أولى المحاولات على طريق الحضارة والتمدّن. وتجلّى ذلك في ملاحم وأساطير خالدة، انطوت على معانٍ ودلالات دينية وفلسفية عميقة، عكست رؤية وعلاقة الإنسان الرافدي بالحياة والطبيعة، وجسّد ذلك ً في احتفالات عيد رأس السنة الجديدة (الأكيتو)، حيث كانت تقام احتفالات على مدى اثني عشر يوماً يشارك فيها كافة طبقات الشعب مع مشاركة رمزية من الآلهة، وتتخللها طقوس وشعائر ترمز إلى معاني الخصب والتجدّد والانبعاث والفرح بقدوم الربيع. ورغم الظروف الصعبة التي مرّ بها خلال مسيرته التاريخية والإنسانية، واظب شعبنا على الاحتفال بهذا العيد بأشكالٍ شتّى، وصولاً إلى أيّامنا هذه، حيث أضفيت على عيد الأكيتو معانٍ ومضامين جديدة، تعكس تطلعاته في الوجود والحرية، وتعبّر عن تمسكه بإرادة الحياة والتجذّر في أرض الوطن من خلال تعزيز دوره الوطني من أجل نيل حقوقه المشروعة في “الاعتراف بالوجود والهوية القومية للسريان الآشوريين وضمان كافة حقوقهم القومية بالتساوي مع كافة القوميات في سوريا الجديدة”. ولاشك أنّ هذه المناسبة تخصّ كل السوريين وليس السريان الآشوريين وحدهم، وتثبيتها كعيد وطني يشكّل خطوة ضرورية باتجاه بلورة هوية وطنية سورية جامعة ومتصالحة مع تاريخ سوريا وتنوّع مجتمعها.
قبل أيّام، دخلت ثورة الشعب السوري من أجل الحرية والكرامة والعدالة عامها العاشر، في وقتٍ ازداد فيه الصراع في سوريا وعليها صعوبة وتعقيداً، وتفاقمت معاناة ومآسي السوريين، بفعل الإصرار على تغليب خيارات الحسم العسكري من قبل النظام وحلفائه، وبفعل تسابق القوى الدولية والإقليمية على ترسيخ مناطق نفوذها وخدمة مصالحها عبر احتلالات مباشرة، لا تكترث لمصلحة سوريا وطناً وشعباً. فيما اتّسمت ردّة فعل المجتمع الدولي ممثّلاً بالأمم المتحدة والدول النافذة فيها، بمزيج من العجز والتقاعس في تحمّل مسؤولياته في تطبيق قراراته، وأحياناً التساهل والتواطؤ مع ثلاثي أستانا الذي فشل في وقف الحرب وإنتاج حلٍّ سلمي عادل، وعلى العكس فإنّ استفراد محور أستانا بإدارة الأزمة السورية، ضاعف محنة السوريين، ورفع من منسوب القتل والدمار والتهجير والتغيير الديمغرافي، وتجلّى ذلك بأبشع الصور في إدلب وشمال حلب وعفرين ورأس العين. كما ترافقت ويلات ومآسي الحرب المستمرة منذ تسع سنوات، مع حالة من الانهيار الاقتصادي والتفكك الاجتماعي، أدّت إلى إفقار غالبية السوريين وتضييق سبل العيش عليهم بغض النظر عن انتماءاتهم واصطفافاتهم السياسية. وها هم يواجهون اليوم مخاطر تفشّي وباء كورونا (كوفيد19) الذي يجتاح العالم، حيث جرّدهم النظام من أبسط مقومات الصمود في مواجهة هذه الجائحة القاتلة.
إنّ المنظمة الآثورية الديمقراطية، ترى بأنّ تطلعات الشعب السوري في الحرية والكرامة والديمقراطية والتي قدّم تضحيات كبيرة من أجل بلوغها، لا تزال أهدافا مشروعة لملايين السوريين، لا يمكن التنازل عنها رغم الانكسارات والمآسي والكوارث التي حلّت بهم على أيدي النظام والمجموعات الإرهابية. وتؤكّد بأنّ استعادة السلام والاستقرار إلى البلاد، لا يمكن أن يتحقّق إلاّ من خلال فرض حلّ سياسي ترعاه الأمم المتحدة من أجل تنفيذ القرار 2254 بكامل بنوده، لضمان الانتقال إلى نظامٍ ديمقراطي علماني يقوم على أسس المواطنة المتساوية والشراكة الحقيقية بين كافة السوريين. وللوصول إلى ذلك تدعو المجتمع الدولي للضغط على النظام وحلفائه من أجل:
– وقف إطلاق نار دائم وشامل في كافة الأراضي السورية.
– مكافحة وتفكيك التنظيمات المصنفة على اللائحة الدولية للإرهاب مع ضمان أمن وسلامة المدنيين اينما كانوا.
– تأمين وصول مساعدات إنسانية عاجلة، وضمان حصول كافة السوريين عليها في كافة أنحاء البلاد، وفي مقدمتها المعدّات والموارد المطلوبة من أجل مكافحة فيروس كورونا ومعالجة المصابين به.
– الإفراج عن آلاف المعتقلين الذين يعيشون في ظروف بالغة السوء في سجون ومعتقلات النظام وتجنيبهم خطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد. وكذلك الكشف عن مصير المفقودين والمغيبين قسرياً.
– إطلاق العملية السياسية وفق مبادئ بيان جنيف1 والقرار 2254، ودعوة اللجنة الدستورية للانعقاد من أجل إنجاز مهمتها في التوافق على صياغة دستور جديد يستجيب لتطلعات السوريين كخطوة على طريق الحلّ السياسي، واستعادة السلام والاستقرار والتعافي وإخراج كافة الجيوش الأجنبية ومعها المجموعات الإرهابية والميليشيات الطائفية.
إنّ المنظمة الآثورية الديمقراطية، إذ تتقدّم بأجمل التهاني والتبريكات لأبناء شعبنا في الوطن والمهجر ولكافة السوريين بمناسبة حلول عيد رأس السنة البابلية الآشورية (الأكيتو)، فإنّها تعلن عن إلغاء كافة مظاهر وأشكال الاحتفال بهذا العيد، تجاوباً مع الجهود الرامية إلى الحدّ من تفشّي وانتشار فيروس كورونا المستجد، متمنية الشفاء للمرضى والصحة والسلامة لجميع الناس في كافة أنحاء العالم.
المجد والخلود لشهداء شعبنا ووطننا
وكل عام وأنتم بخير
سوريا 29/12/6769آ – 29/3/2020م
المنظمة الآثورية الديمقراطية
المكتب التنفيذي