22-11-2018
“برأينا لا يوجد تهديدات جدّية لمصالح وأمن تركيا انطلاقاً من مناطق الجزيرة، التي يفضّل معظم سكانها (ومن كافة المكونات)، الحفاظ على حالة الأمان والاستقرار النسبي التي يتنعمون بها”
“المنظمة الآثورية الديمقراطية، قبل وبعد تشكيل الإدارة الذاتية، دعت، وتدعو إلى تشكيل إدارة وطنية في الجزيرة السورية، تستوعب كل مكوناتها القومية، وقواها السياسية الفاعلة دون إقصاء لأي طرف”
هل تتغير تركيبة “الإدارة الذاتية” إثر تهديد تركيا لمناطق نفوذها؟
باز بكاري – تلفزيون سوريا
من جهته يجد مسؤول المكتب السياسي للمنظمة الآثورية الديمقراطية كبرييل كورية أن التهديدات التركية تثير الخوف والقلق لدى سكان الجزيرة السورية الذين يعيشون حالة استقرار سياسي مقارنة مع باقي المناطق السورية ويقول: «نرى بأنّ تلويح تركيا باقتحام مناطق في شرق الفرات، يهدف إلى توجيه رسائل للولايات المتحدة الأمريكية، من أجل تخفيف، أو وقف دعمها لقوات سوريا الديمقراطية، وتحديداً وحدات حماية الشعب التي تنظر إليها تركيا كامتداد لحزب العمال الكردستاني، واستخدامها بنفس الوقت كورقة ضغط من أجل تنفيذ اتفاق منبج المتعثر، وربما السعي للوصول إلى اتفاق مماثل في منطقة تل أبيض».
ويتابع السيد كورية قائلاً لموقع تلفزيون سوريا «وبرأينا لا يوجد تهديدات جدّية لمصالح وأمن تركيا انطلاقاً من مناطق الجزيرة، التي يفضّل معظم سكانها (ومن كافة المكونات)، الحفاظ على حالة الأمان والاستقرار النسبي التي يتنعمون بها. ولهذا ندعو جميع الأطراف إلى الابتعاد عن لغة التهديد والاستفزاز، واتّباع سبل الحوار والتفاوض للقضاء على أسباب التوتر. ونعتقد أنّ التدابير التي اتخذتها الإدارة الأمريكية في التواصل مع الحكومة التركية قد خفّف كثيراً من حدّة التوتّر في المنطقة. ومن المؤكّد أنّ وجود القوات الأمريكية في المنطقة، يشكّل عنصراً هاماً في الحدّ من طموحات ليس تركيا فحسب، وإنّما أيضاً روسيا وإيران والنظام، باقتحام المنطقة والسيطرة عليها».
وعن إمكانية إحداث تغييرات في بنية الإدارة الذاتية الحالية يقول كورية: «هناك تحليلات وتسريبات إعلامية ودبلوماسية، تتحدث عن عزم الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية المتحالفة معها، لممارسة ضغوط على الإدارة الذاتية والقوى النافذة فيها (تحديداً حزب الاتحاد الديمقراطي pyd)، من أجل تعديل سلوكها، وفك ارتباطها بقوى تثير حفيظة الأتراك، وإجراء تغييرات في الخارطة السياسية للإدارة الذاتية من خلال إشراك قوى سياسية أخرى تنشط في منطقة الجزيرة وشمال سوريا. لكن ذلك لم يرقَ إلى اعتماد سياسات واضحة وملموسة في هذا المجال. إذ إنّ الولايات المتحدة في مقارباتها لملفّات المنطقة، تنطلق من فكرة تبديد هواجس تركيا وكسبها إلى صفها من أجل التركيز على أولوياتها المتمثلة بالقضاء على داعش، وتحجيم النفوذ الإيراني، والوصول إلى حلّ سياسي للأزمة في سوريا».
“المنظمة الآثورية الديمقراطية، قبل وبعد تشكيل الإدارة الذاتية، دعت، وتدعو إلى تشكيل إدارة وطنية في الجزيرة السورية، تستوعب كل مكوناتها القومية، وقواها السياسية الفاعلة دون إقصاء لأي طرف”.
ويضيف كورية فيما يخص موقف المنظمة الآثورية من المشاركة في عملية إدارة المنطقة كقوة مرشحة لتكون جزء من العملية السياسية أن «المنظمة الآثورية الديمقراطية، قبل وبعد تشكيل الإدارة الذاتية، دعت، وتدعو إلى تشكيل إدارة وطنية في الجزيرة السورية، تستوعب كل مكوناتها القومية، وقواها السياسية الفاعلة دون إقصاء لأي طرف، إدارة تقوم على أساس الشراكة الكاملة بين كافة أطرافها، وفق رؤية وطنية جامعة بعيداً عن منطق الاحتكار والاستئثار والهيمنة، أو فرض إيديولوجيا محدّدة من قبل هذا الطرف أو ذاك. وعند توفر إرادة مشتركة لدى كافة الأطراف للمضي في هذا المشروع، فإنّ المنظمة الآثورية الديمقراطية، لن تتوانى عن المشاركة في مثل هذه الإدارة الوطنية»، ونفى تلقي المنظمة أي اتصال من الولايات المتحدة الأمريكية، أو أي طرف آخر حيال هذه النقطة.
وعن العلاقة مع قوى المعارضة السورية التي تشكل المنظمة جزءاً منها في حال انضمت المنظمة للإدارة المدعومة أمريكياً مستقبلاً يقول كورية «المنظمة الآثورية الديمقراطية، دائما تحترم التزاماتها ضمن أطر المعارضة الوطنية الديمقراطية، دون أن يفقدها هذا استقلاليتها السياسية. وفي حال سمحت الظروف بقيام إدارة وطنية ديمقراطية في منطقة الجزيرة وفق المواصفات التي ذكرتها، أعتقد بأنّ قوى المعارضة السورية سترحّب بذلك، وستتخطّى حساسيات هذه الدولة أو تلك. لأنّ قيام مثل هذه الإدارة، يأتي تجسيداً حقيقياً للإرادة الوطنية، وترجمة لقدرة القوى الوطنية في تغليب منطق الاتفاق والتوافق عبر الحوار، وتجاوز حالة الانقسام والخلاف وفق منظور وطني شامل».
يمكن متابعة القراءة على الرابط التالي:
https://www.syria.tv/…/%D9%87%D9%84-%D8%AA%D8%AA%D8%BA%D9%8…