آدو نيوز – القامشلي 5 شباط 2017
عقدت قيادتا المنظمة الآثورية الديمقراطية وحزب الاتحاد السرياني أكثر من لقاء خلال الاسابيع الماضية، بحثت خلالها الوضع السوري وتوقفت عند واقع شعبنا السرياني الآشوري وحقوقه وتطلعاته المستقبلية.
وقد توافقت إرادة الحزبين على جملة من المواقف التي تشكل قاعدة هامة على طريق توحيد الخطاب المطلبي لشعبنا، ورؤية موحدة لسوريا المستقل في المستويين القومي والوطني.
ويأتي أصدار هذا البيان المشترك في ذكرى الملفان نعوم فائق، رائد الفكر القومي الوحدوي، ليؤكد نزوع الطرفين وجديتهم في الاستمرار في الحوار والتنسيق والتكامل والسعي لشموله بقية قوى ومؤسسات شعبنا على درب توحيد الجهود والطاقات خدمة لقضايا شعبنا في الوجود والحرية.
نص البيان:
بيان مشترك صادر عن
المنظمة الآثورية الديمقراطية وحزب الاتحاد السرياني
بعد حسم معركة حلب لصالح النظام وحلفائه، شهدت الساحة الدولية والإقليمية جهودا وتحرّكات مكثفة تضمنت مقاربات مختلفة للتعاطي مع الأزمة السورية بهدف فرض مسار جديد، يقضي بتغليب الحلّ السياسي على خيارات الحسم العسكري، وحصر ذلك بمحاربة القوى والمنظمات المدرجة دوليا على لوائح الإرهاب كداعش وجبهة فتح الشام (النصرة سابقا).وكان من أبرز تجليات هذه الجهود التي قادتها روسيا وتركيا، إعلان موسكو 20/12/2016 الذي تمّ توقيعه بين روسيا وتركيا وإيران، واتفاق وقف إطلاق النار 29/12/2016 الذي جرى توقيعه بين روسيا باعتبارها ضامنة للنظام وحلفائه، وتركيا باعتبارها ضامنة لفصائل المعارضة المسلحة. وتوّجت هذه الجهود بعقد محادثات “أستانا” التي ضمّت (لأوّل مرّة) ممثلين عن النظام وعن فصائل المعارضة المسلّحة. حيث تركّزت المحادثات على تثبيت وقف إطلاق النار، والخروج بآلية ثلاثية ضمّت روسيا وتركيا وإيران لمراقبة وتثبيت الهدنة، وجرى ترحيل البتّ في القضايا السياسية إلى جولة المفاوضات الجديدة التي دعت إليها الأمم المتحدة، والمزمع عقدها في 20 من شهر شباط الحالي في جنيف.
في خضم هذا الحراك المتنامي، تكشّفت مساعي، تهدف إلى الالتفاف على مرجعيات الحلّ السياسي الذي يتطّلع إليه السوريون، والذي يتجسّد جوهره الأساس في عملية الانتقال السياسي من نظام الاستبداد إلى نظام ديمقراطي تعدّدي يقوم على المشاركة وتداول السلطة سلميا. وبرزت نزعات لفرض توجّهات وخيارات محدّدة على السوريين (مسودة الدستور الروسي)، كفيلة بإطاحة ما تبّقى لهم من استقلالية. وترافقت مع محاولات لإقصاء وتهميش بعض مكوّنات الشعب السوري، لا سيما المكوّن السرياني الآشوري، الذي يعتبر من أقدم المكوّنات الأصيلة في سوريا التي أخذت اسمها من اسمه، وقدّم أبناؤه الكثير للحضارة السورية.
إنّ الأوضاع الصعبة التي تمرّ بها سوريا بشكل عام، وشعبنا السرياني الآشوري بشكل خاص، حضّت قيادتي حزب الاتحاد السرياني والمنظمة الآثورية الديمقراطية في سوريا، على تكثيف لقاءاتهما واجتماعاتهما من أجل زيادة التعاون والتنسيق فيما بينهما، والارتقاء بآليات العمل المشترك، وتوحيد الرؤى والخطاب والمواقف حيال جميع القضايا. وفي هذا السياق جاء اجتماعهما بتاريخ 5/2/2017حيث اتفقا على مايلي:
– الإقرار بأنّ سوريا دولة متعدّدة القوميات والديانات والثقافات، يقرّ دستورها بحقوق كافة المكوّنات القومية والدينية، واعتبار لغاتهم وثقافاتهم لغات وثقافات وطنية، تمثّل خلاصة تاريخ سوريا وحضارتها.
– التأكيد على ضرورة الاعتراف الدستوري بالوجود والهوية القومية للسريان الآشوريين، وضمان حقوقهم القومية والسياسية والثقافية، واعتبار لغتهم وثقافتهم السريانية، لغة وثقافة وطنية وذلك ضمن إطار وحدة سوريا أرضا وشعبا.
– رفض تغييب دور المكون السرياني الآشوري، والتنكّر لحقوقه، وتهميش قواه السياسية، والتأكيد على ضرورة إشراك ممثلين عن السريان الآشوريين في مفاوضات جنيف القادمة.
– إنّ السريان الآشوريين في دول المشرق، يعانون مثل شركائهم، من الإرهاب والاستبداد، وهم يتطلعون إلى مساعدة المجتمع الدولي، لتخليص مجتمعاتهم ودولهم من مخاطر وشرور هاتين الآفتين، وإعادة السلام والاستقرار إليها، ومساعدتهم على البقاء في أوطانهم، وتعزيز دورهم فيها ليساهموا مع شركائهم في بنائها ونهضتها، بدلا من منح المسيحيين أوضاعا تمييزية عن باقي شركائهم المسلمين في الحصول على تأشيرة سفر من هذه الدولة أو تلك، تكون سببا لتهجيرهم نهائيا عن وطنهم.
– التأكيد على أنّ بناء هوية وطنية سورية جامعة، يحتاج بالضرورة قيام دولة وطنية تتبنّى قيم الحداثة والعصر، عمادها مبدأ المواطنة المتساوية التي تقتضي عدم تعريف الدولة بهوية أحد مكوّناتها القومية أو الدينية، وهذه الدولة تتجسّد في الدولة الديمقراطية العلمانية، التي تقوم على أسس العدالة والمساواة والشراكة الحقيقية بين كافة مكونات الوطن.
– التعاطي بمرونة وانفتاح مع الدعوات الرامية إلى تبنّي نظم حديثة، وفي مقدّمتها الطرح الفيدرالي، والتفاعل معها بإيجابية، وبما يضمن تجاوز مساوئ النظام المركزي الذي غذّى على مدى عقود، نزعات التسلّط والاحتكار والاستئثار في الحياة العامة، وبما يضمن توزيعا عادلا للسلطات والثروة، ويعزز العملية الديمقراطية، وتوسيع نطاق المشاركة، والإسهام في تحقيق الإنماء المتوازن لكافة المناطق في سوريا، على أن يتمّ ذلك في مناخات يسودها الاستقرار والقدرة على التعبير عن الإرادة الحرّة لكلّ السوريين.
– رفض محاولات فرض دستور على السوريين من أيّة جهة خارجية، باعتباره حقّا للسوريين وحدهم، على أن يساهم في صياغته كافة مكونات الشعب السوري، القومية والدينية والسياسية والاجتماعية عبر ممثليهم في هيئة تأسيسية منتخبة، يعرض بعدها على الاستفتاء العام ليقرّه السوريون بإرادتهم الحرّة.
– إنّنا إذ نرحّب باتفاق وقف إطلاق النار، فإنّنا ندعو الأمم المتحدة والأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي، أن يسارعوا، وبموازاة مكافحة الإرهاب، إلى إطلاق عملية سياسية حقيقية، توقف الحرب نهائيا، وتعيد السلام والاستقرار إلى سوريا. ونرى أنّ أي حلّ حقيقي يجب أن يرتكز إلى قاعدة “لا غالب ولا مغلوب” ، ويقتضي هذا الالتزام بمرجعية بيان جنيف1 والقرار 2254 ومؤتمر فيينا، من أجل تحقيق الانتقال السياسي المنشود. وقبل ذلك، ندعو لاتخاذ إجراءات لبناء الثقة بين كافة الأطراف من شأنها اختصار طريق الوصول للحلّ، وتتمثّل هذه الإجراءات في وقف إطلاق نار شامل، وإنهاء الحصار المتبادل وإدخال المساعدات الإنسانية لكافة المناطق المحاصرة، والإفراج عن المعتقلين والكشف عن مصير المفقودين.
كما اتفق الحزبان على مواصلة الاجتماعات واللقاءات لمواكبة كلّ التطورات والمستجدّات، وتطوير عمليات التنسيق والتعاون فيما بينهما وبما يخدم قضية شعبنا ووطننا.
سوريا 5/2/201
حزب الاتحاد السرياني المنظمة الآثورية الديمقراطية