آدو نيوز
أدانت المنظمة الآثورية الديمقراطية الهجمة الإرهابية التي استهدفت صباح اليوم سكان الحي الغربي بمدينة القامشلي، والتي راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى، وذلك في بيان صدر عن المكتب السياسي، هذا نصه:
تستمر الهجمات الإرهابية المتلاحقة باستهداف المدنيين الأبرياء في مدينة القامشلي، لتسقط مئات الشهداء والجرحى،و ليعيش أبناؤها حالة من الرعب والقلق الدائمين، تضاف لما يعانونه من وطأة الحصار والغلاء وفقدان أبسط الخدمات.
فبعد سلسلة هجمات إرهابية استهدفت حي الوسطى خلال الأشهر الماضية، كان سكان الحي الغربي صباح اليوم الأربعاء 27 تموز 2016 على موعد جديد مع الهجمات الإرهابية الحاقدة، عبر تفجير انتحاري لسيارة شحن مفخخة بكميات كبيرة من المواد شديدة الانفجار، أدت لسقوط عشرات الضحايا بين شهيد وجريح بينهم أطفال ونساء وشيوخ هدمت البيوت فوق رؤوسهم.
تدين المنظمة الآثورية الديمقراطية، بأشد العبارات، هذا العمل الإرهابي الجبان، الذي يعكس طبيعة وحجم الحقد والكراهية التي تقف وراء هذه الجرائم الفظيعة بحق المدنيين الأبرياء، و ترى فيه استمرارا لاستهداف إرهابي ممنهج يسعى لضرب الاستقرار والسلم الأهلي، وعلاقات المحبة والاحترام والثقة المتبادلة بين جميع مكونات المدينة من سريان آشوريين، وعرب وكرد وأرمن، مسلمين ومسيحيين وإيزيديين.
وتدعو المنظمة الآثورية الديمقراطية، جميع القوى السياسية والمؤسسات الدينية والبنى الاجتماعية بمختلف توجهاتها، للتنبه لهذا المخطط، ولمشروعه الرامي لكسر إرادة أبناء محافظة الحسكة، وإضعاف روح الصمود والأمل والثقة بالمستقبل، والنهوض بمشروع وطني جامع، يرتقي لمستوى التحديات المصيرية،و يعكس إرادة مشتركة، و وعيا عميقا لمعنى الحياة المشتركة والمصير المشترك، و يهدف لتطوير إدارة قائمة على أسس الشراكة الفاعلة والمتوازنة للجميع، كفيلة بتحقيق أوسع التفاف وتلاحم شعبي حولها، لتحصين المجتمع وزيادة مناعته في التصدي للإرهاب بكل أشكاله ومظاهره، فكرا وسلوكا.
كما تتوجه المنظمة لأبناء محافظة الحسكة، بالدعوة إلى المزيد من التلاحم والتعاضد، ونبذ وفضح كل الأفكار المسمومة، وتعرية كل المنابر التي تعمق ثقافة الحقد والكراهية تجاه الآخر، وإلى عدم اليأس، والاستسلام لهذه المخططات الإجرامية، فدماء الأبرياء التي امتزجت، من شأنها أن توحدنا أكثر وتدفعنا إلى المزيد من العمل المشترك لبناء مستقبل أفضل لنا وللأجيال القادمة من بعدنا.
إن ما تتعرض له مدينة القامشلي رغم فظاعته وتواتره، ليس استثناء، بل هو جزء من المشهد اليومي للجرائم الوحشية التي ترتكبها قوات النظام وحلفائه، والتنظيمات الإرهابية الظلامية، في ظل صمت دولي يقترب من حدود الشراكة في الجريمة بحق الشعب السوري.
إزاء هذا الواقع الكارثي، الذي تخطى حدود المأساة الإنسانية، يبقى الحل السياسي السلمي الممر الوحيد والحتمي لإنهاء المأساة، وعليه فإننا نجدد مطالبتنا لكل القوى الدولية والإقليمية، للنهوض بمسؤولياتها القانونية والإنسانية لوقف نزيف الدماء وحماية المدنيين، وممارسة الضغط على جميع أطراف الصراع للقبول بالحل السياسي، وتنفيذ بنود اتفاقية جنيف الأولى، و قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، الكفيلة بتحقيق انتقال سلمي بالبلاد إلى طور الحرية والديمقراطية، والسبيل الوحيد لحشد قوى الشعب السوري في مواجهة الإرهاب واستئصاله وتخليص سوريا والعالم من شروره.
تعازينا القلبية لذوي الشهداء، والشفاء العاجل للجرحى والمصابين.
عاشت سوريا وطنا حرا نهائيا لكل أبنائها
سوريا في 27 تموز 2016
المنظمة الآثورية الديمقراطية
المكتب السياسي

