17 حزيران 2015
ADO / مديرية الثقافة والفنون السريانية – استضافت مديرية الثقافة والفنون السريانية/اربيل، بحضور د. امجد حويزي المدير العام للثقافة والفنون السريانية/ وكالة وعدد من المسؤولين الحكوميين وممثلي الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني ونخبة من المثقفين والباحثين والإعلاميين والمهتمين من أربيل وعنكاوا فضلاً عن عدد من وسائل الإعلام. مساء السبت 13 حزيران 2015 على قاعة متحف التراث السرياني بعنكاوا، الكاتب والسياسي (سعيد لحدو) بمحاضرة مستلهمة من كتابه الموسوم (التيه ومسالك الحكمة).
تناولت الندوة المذابح التي طالت الأشوريون على يد الطورانية التركية، وحقيقة الدور الكُردي في تنفيذها، فضلاً عن الصفحات المشرقة التي سطرها الكُرد في حماية وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من تلك المجازر الرهيبة. قدمت المحاضر السيدة جاندارك هوزايا مدير الثقافة والفنون السريانية / أربيل، وبعدها أصبح الحديث للأستاذ لحدو الذي بدأ بالحديث عن العلاقات التاريخية التي تربط المسيحيين والكُرد، مؤكدا “أن المشكلات التي أثيرت واستهدفت علاقات الشعبين سواء في تركيا أم العراق كانت من صنع أعدائهما، فبعد أن كان المسيحيون يشكلون قوة اقتصادية وبشرية وفكرية ذات شأن كبير في الإمبراطورية العثمانية، تم القضاء شبه التام عليهم وتخريب العلاقة بينهم وبين جيرانهم الكُرد بتلويث ايدي الكُرد بدماء المسيحيين”. وأضاف: “مع إطلالة الحرب العالمية الأولى كانت خطة الإبادة الشاملة للمسيحيين قد باتت جاهزة والفرصة سانحة بسبب ظروف الحرب وكان حزب الاتحاد والترقي التركي قد وضع خطة الإبادة، حيث كان المقصود الأرمن بالدرجة الأولى لكن لم يسلم السريان من وحشية القتل، ويؤكد لنشوفسكي بأن “الكُرد كانوا جميعا إلى جانب تركيا أثناء الحرب وقد تمكن الأتراك من توجيههم لقتال المسيحيين من الاثوريين والارمن”. ويستشهد لحدو بما أورده الكاتب الكردي كمال احمد مظهر في كتاباته من امثلة عن تلك الأعمال البشعة خلال سنوات الحرب، وفي ختام حديثه أكد على حقيقة إن الاعتداء على المسيحيين إجمالا لم يشمل جميع الكُرد فقد ظلت فئة منهم تتحسر وتتألم لما يحدث أمام ناظريها وكان لبعضهم الأثر الكبير في نجدة المسيحيين والوقوف إلى جانبهم في معاناتهم والمساهمة في حفظ حياتهم من امثال الشيخ عبيد الله النهري وابراهيم باشا الذي لم يتردد في مساعدة المسيحيين للهروب والاختفاء بالآلاف وغيرهم.
أفسح بعد ذلك المجال لمداخلات وأسئلة الحضور، أجاب عنها الباحث بسعة صدر وإسهاب.