آدو الإخباري ـ سوريا : تلبية للدعوة حركة المجتمع الديمقراطي في سوريا شاركت المنظمة الآثورية الديمقراطية في اللقاء التشاوري لمناقشة مسودة مشروع تشكيل الإدارة المحلية. وخلال الإجتماع القى كلمة المنظمة الآثورية الديمقراطية نائب مسؤول المكتب السياسي الدكتور ملك يعقوب. هذا نصها :
السيدات والسادة الحضور:
إن ظروف الحياة الصعبة بكل جوانبها المعاشية، والخدمية والأمنية والبيئية، باتت تشكل ضغطاً كبيراً على أبناء المجتمع السوري عامة، وأبناء الجزيرة السورية بشكل خاص، الأمر الذي يتهدد المجتمع بمزيد من نزيف الهجرة وتهديد السلم الأهلي.
وفي ظل تخلي أجهزة الدولة عن القيام بالدور المناط بها في معظم الجوانب الخدمية والأمنية والمعاشية، بالإضافة إلى استمرار التعقيدات في المشهد السوري، وعدم نضوج ملامح واضحة لحل سياسي سلمي في الأفق المنظور، وما يفرزه ذلك من زيادة في حدة الاستقطاب، والاحتقان داخل المجتمع على خلفيات سياسية أو قومية أو دينية، مفتوحة على كل الاحتمالات، والنتائج الكارثية في مجتمع يمثل التنوع القومي والديني والايديولوجي سمته الأساسية.
ومع تنامي دور التنظيمات الجهادية التكفيرية ذات الصبغة القاعدية في الصراع المسلح الذي تشهده مناطقنا، والتي تهدد بنسف منظومة العلاقات الإجتماعية التي تكرست عبر مئات السنين.
كل ذلك يتطلب منا جميعاً، قوى سياسية وبنى اجتماعية، ومؤسسات مجتمع مدني، تحمل المسؤولية التاريخية، والتخلص من حالة الجمود والتردد والمراوحة في المكان، والخوض في حوار جدي وبناء من شأنه خلق إطار لعمل جماعي ذو طابع تنسيقي، كمرحلة أولى، قابل بفعل تراكم العمل الجاد، وممارسات بناء الثقة، لأن يتطور لإطار إئتلافي وطني جامع، يحقق حالة من الشراكة بين المكونات ويعبر عن طموحات كافة أبناء المحافظة، وأن يمتلك البنى والأدوات الكفيلة بتمكينه من التصدي للتحديات آنفة الذكر التي تواجه مجتمعنا.
إننا في المنظمة الآثورية الديمقراطية، ومنذ عدة أشهر خضنا مع مجموعة من القوى السياسية في محافظة الحسكة، ومن كافة المكونات القومية، تجربة هامة سعت لإنتاج هيئة مدنية وطنية، تنتج عن مؤتمر عام على مستوى المحافظة تتصدى لمهمة إدارة شؤون المجتمع وتشكل نواة صلبة لاستحقاقات اية مرحلة إنتقالية وتقدم نموذجاً محتذى لباقي أبناء سوريا، إلا أنها ولأسباب ذاتية وموضوعية لم يكتب لها النجاح.
وباعتقادنا بأن تلك المعوقات لاتزال قائمة، ويمكن أن تؤدي لفشل أي مشروع إئتلافي وطني طموح في الظرف الحالي.
لذلك فإن البحث في صياغة مشروع لإطار تنسيقي أولي، يؤمن مناخ وإطار للحوار والعمل المشترك في بعض الجوانب الخدمية والإغاثية والثقافية والإجتماعية والأمنية ، قد يكون كفيلاً بتذليل العقبات وإنضاج الشروط الموضوعية لإنجاز إدارة مرحلية مدنية مشتركة تقوم على أسس الشراكة الحقيقية والتوافق مدفوعة بإرادة ثابتة وصادقة لتغليب العام على الخاص وإدارة الإختلاف والتباين والصراع الفكري والسياسي بشكل ديمقراطي بعيد عن العنف أو الإقصاء أو التعالي القومي أو الديني.
ختاماً نتوجه بالشكر للأخوة في حركة المجتمع الديمقراطي على دعوتهم هذه، والتي نثمنها لهم بإعتبارها فرصة للتلاقي والحوار الجاد والذي نأمل بأن يجد له فرصة الاستمرارية لما فيه خير ومصلحة أهلنا في الجزيرة السورية وفي وطننا الغالي سوريا.
وشكراً لإصغائكم.
القامشلي في30/10/2013
المنظمة الآثورية الديمقراطية
المكتب السياسي