دمشق/درعا/القامشلي/حمص/الحسكة/رأس العين/اللاذقية/ريف دمشق/حرستا/ديريك/دوما/ديرالزور/ الميادين/بانياس/طرطوس(سوريا) – وكالات ++ قال مقيمون الأحد إن قوات أمن سورية جرى نشرها الليلة الماضية في نقطتي توتر للسنة بعد يوم من فتح النار على مشيعين في مدينة درعا بجنوب البلاد عقب جنازة جماعية لمحتجين مؤيدين للديمقراطية.
وشوهد عدد من الدبابات في منطقة شمالية من مدينة بانياس الساحلية التي تضم احدى مصفاتي النفط في سوريا. وترددت أصداء اطلاق مكثف للنيران لكن لم ترد أنباء مؤكدة عن سقوط ضحايا. وقال نشطاء إن اتصالات الهواتف الأرضية والمحمولة مع بانياس قطعت.
وزادت حدة الاحتجاجات المعارضة لحكم الرئيس بشار الأسد المستمر منذ 11 عاما في هذه المدينة المحافظة في الوقت الذي استخدم فيه قوة متزايدة لإخماد المظاهرات في الجنوب حيث اندلعت انتفاضة ضد حكم حزب البعث قبل أكثر من ثلاثة أسابيع ودمر المحتجون تماثيل أفراد عائلة الأسد.
وفي منطقة الحولة بمحافظة حمص في وسط البلاد إلى الشمال من دمشق شوهد أفراد أمن وهم ينزلون من حافلات. ولم يسفر قرار الأسد قبل عدة أيام بعزل محافظ حمص عن تهدئة المحتجين.
ولجأ الأسد إلى وحدات من الشرطة السرية وقوات موالية غير نظامية ووحدات من الجيش لمواجهة هذا التحدي غير المسبوق. ولجأ إلى استخدام القوة – وقال نشطاء وشهود عيان إن قواته أطلقت النار على متظاهرين عزل مما أسفر عن مقتل عشرات – وفي الوقت ذاته اتخذ خطوات مثل الوعد بإلغاء قانون الطواريء المطبق منذ نحو 50 عاما وفرض قانون مكافحة الإرهاب بدلا منه. ويقول الأسد البالغ من العمر 45 عاما إن المحتجين يخدمون مؤامرة خارجية لإذكاء الفتنة الطائفية.
وقال شهود إن قوات الأمن استخدمت السبت الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع لتفرقة آلاف المحتجين الذين كانوا يرددون هتافات مطالبة بالحرية بعد التجمع قرب المسجد العمري القديم في الحي القديم من درعا قرب الحدود مع الأردن.
وذكرت منظمة سورية لحقوق الإنسان إن 37 شخصا على الأقل قتلوا في احتجاجات في أنحاء البلاد يوم الجمعة. وقالت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في بيان "قامت أجهزة السلطات السورية بتفريق التجمعات السلمية في عدد من المحافظات السورية (دمشق – درعا – حمص) باستخدام العنف المفرط وغير المبرر عبر استخدام الرصاص مما أدى لوقوع عدد من الضحايا (بين قتلى وجرحى).. إضافة لقيام السلطات السورية باعتقالات تعسفية بحق بعض المواطنين السوريين الذين تجمعوا سلميا".
وذكر التلفزيون الحكومي أن جماعات مسلحة قتلت 19 شرطيا وأصابت 75 في المدينة. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن وزارة الداخلية حذرت من أنها لن تتهاون مع انتهاك القانون وستتعامل مع الجماعات المسلحة. وجاء في بيان من الأمم المتحدة أن بان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة أبلغ الأسد في مكالمة هاتفية أنه يشعر "بانزعاج بالغ نتيجة أحدث تقارير عن استخدام العنف ضد المحتجين."
وقال شاهد في درعا إنه رأى محتجين ينقلون أربعة شبان على الأقل اصيبوا على ايدي قناص إلى مركز طبي مجاور لتلقي العلاج. ويقول سكان إن الناس يتجنبون نقل الكثير من الجرحى إلى المستشفيات الحكومية خشية إلقاء أفراد من الشرطة بالزي المدني متمركزين بالمستشفيات القبض عليهم. وقال سكان إنه في الساعات الأولى من أمس استخدمت قوات الأمن الذخيرة الحية لتفرقة المئات في اللاذقية مما أسفر عن إصابة العشرات واحتمال سقوط قتلى.
وذكر أحد الشهود أنه رأى شاحنات مياه تزيل آثار الدماء من الشوارع قرب المدرسة التخصصية في حي الصليبة. وقال أحدهم "لا يمكن السير لمسافة خطوتين في الشارع دون التعرض لخطر الاعتقال..من الصعب ان تعرف اذا كان هناك قتلى ولكننا نسمع نيران عنيفة لبنادق كلاشنيكوف".
وقال بان – الذي حث على "أقصى حد من ضبط النفس" في مكالمة مع الاسد قبل اسبوع – للرئيس السوري أمس إن العنف من أي من الجانبين مؤسف وإن من واجب الحكومة حماية المدنيين. وقال بان إنه ليس هناك بديل للبحث الفوري بين كل الأطياف للإصلاحات الشاملة. ومن المطالب الأساسية للمحتجين إلغاء حالة الطواريء التي فرضها حزب البعث بعد توليه السلطة في انقلاب عام 1963 وحظره لكل أشكال المعارضة.