دمشق(سوريا)- وكالات++ قالت هيومن رايتس ووتش إن على الحكومة السورية أن تكف فوراً عن تهديدها ومضايقتها للمتظاهرين الذين أبدوا التضامن مع دعاة الديمقراطية في مصر، وخصوصاً ما تعرضت له الناشطة سهير الأتاسي في مركز للشرطة، حيث قام ضابط أمن بصفعها وسبها وتهديدها بالقتل ولفتت المنظمة إلى أنه في 2 شباط/ فبراير قام 20 شخصاً في ثياب مدنية بضرب وتفريق 15 متظاهراً كانوا قد تجمعوا في منطقة باب توما بالمدينة القديمة بدمشق وهم يحملون الشموع إبداءً للتضامن مع المتظاهرين المصريين. وقالت المنظمة إن الشرطة التي كانت متواجدة في المكان لم تتدخل.
وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "يبدو أن الرئيس بشار الأسد قد غش من إحدى صفحات كتاب الحُكم الخاص بنظيره المصري. إذ لم يعد الأمن السوري يكتفي بمجرد منع التظاهرات، بل يبدو أنه بدأ يشجع "البلطجية" على مهاجمة المتظاهرين السلميين".
وعقد النشطاء السوريون تظاهرات يومية تضامناً مع المتظاهرين في مصر منذ 29 كانون الثاني/ يناير. وقال أحد المنظمين الأساسيين للتظاهرات لهيومن رايتس ووتش إن الأجهزة الأمنية السورية ظهرت في كل من تلك التجمعات، وقامت بتصوير المشاركين، وتحققت من هوياتهم. وقالت الأتاسي لهيومن رايتس ووتش إن الأمن اتصل بأسرتها الأسبوع الماضي ودعاها للضغط عليها كي تكف عن أنشطتها.
وحول ما جرى خلال تظاهرة 2 شباط/ فبراير، قال أحد النشطاء: "اقتربت منّا مجموعة من الرجال وامرأتان في ثياب مدنية. طلبوا منّا التفرق وقالوا لنا لو أردنا التضامن مع مصر فلنذهب إلى مصر. عندما سألناهم من هم، قالوا نحن "بلطجية" [الكلمة المستخدمة عادة في مصر لوصف الأفراد المستأجرين لترويع الآخرين]. ثم بدأ أحدهم في ضربنا والركض وراءنا، فيما خلعت إحدى المرأتين اللتين كانتا معهم حزامها لتضربنا به".
وكان معلومات وردت من دمشق قد أفادت أن تجمعاً صغيراً من المتظاهرين خرجوا في دمشق الخميس، لكن أعداد عناصر الأمن التي طوقتتهم كانت أكبر من عددهم. وحسب المعلومات، فإن مجموعة من المواطنين السوريين خرجوا بعد ظهر من شارع العابد متوجهين إلى مجلس الشعب في دمشق، في حين طوقت الأمن المكان. ولاحقاً ورد أن مجموعة أخرى تحركت نحو مقهى الروضة في منطقة الفردوس، وقد تحلقت حولهم قوات الأمن بأعداد كثيفة.
وأكدت منظمة هيومان رايتس ووتش أن "سورية، بصفتها دولة طرف في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، مطلوب منها بموجب المادة 21 من العهد الإقرار بالحق في التجمع السلمي وحمايته. والقيود على هذا الحق لا تُفرض إلا بموجب قوانين واضحة، ولأسباب محددة بوضوح، مثل حماية السلامة العامة، فقط إذا كانت متناسبة مع الغرض منها، وتحترم الحق الذي تحميه. كما أن على سورية حماية التجمعات السلمية من تعرض طرف آخر لها".
وفي مقابلة مطولة مع صحيفة وول ستريت جورنال يوم الاثنين، تحدث الرئيس بشار الأسد عن حاجة سورية إلى الإصلاح. وقال إن سورية "حصينة" من هذا النوع من الاضطرابات الواقع في تونس ومصر. لكنه أقر بأنه "لا يمكنك إصلاح مجتمعك أو مؤسستك دون أن تكون متفتحاً".
وقالت سارة ليا ويتسن: "على الرئيس بشار الأسد أن يراعي نصيحته التي أدلى بها وأن يسمح للشعب السوري بالمزيد من حرية التعبير عن الآراء، سواء على الإنترنت أو في الشارع". وأضافت: "هذا يعني بدايةً، أنه يجب أن تكف الأجهزة الأمنية عن قمع النشطاء ومضايقة أسرهم وشن الحملات على المعارضة المشروعة".
الرواية الكاملة لسهير الأتاسي:
وكانت الأتاسي قد روت ما حصل بالكامل، في رسالة نشرت على الانترنت، على النحو التالي:
"البارحة تهجّموا علينا باعتصام الشموع التضامني مع أحرار مصر…
يللي هجموا علينا بالشارع عرّف عن حاله أنه بلطجي وقال إنه بشار الأسد رئيسنا وهو ويللي معه قال إذا ما بتنقلعوا من هون روحوا على مصر..
بعدين هجموا وبلّشوا الضرب.. كنت عم صوّر.. وكان واحد رح يكسر الكاميرا كان معهم اثنتين.. صاروا يسبّونا بكلمات رذيلة..
ووحدة خلعت قشاطها وبلّشت ضرب بالقشاط.. الشرطة عم تتفرج.. لأنه معروف أنه هيدول أمن..
رحنا عالأمن وقلتلهم بدنا نقدّم شكوى أنه الأمن أرسل زعرانه للتعرّض على المعتصمين وأنه الشرطة صمتت ووقفت تتفرّج.. صاروا يغيبوا ويرجعوا… وبعدين طلبوا من البقية يللي معي يطلعوا.. أنه قال بدهم يسمعوا مني بس.. عزلوني في غرفة وحدي..
في مخفر الشرطة تعرّضت للضرب من رجل أمن جاء بعد نصف ساعة…..
إجا رجل الأمن مع اتنين وأغلق الباب.. وبلّش شتائم شي بعمري ما سمعته… وأنه أنا عم جيّش الناس وأنا عم أشتغل لصالح إسرائيل.. وأنه أنا حشرة وجرثومة وعم جيّش الناس ضد البلد وكلمات أخرى رذيلة… هجم علي لأني عم جاوبه على كل كلمة.. ما سكتت..
قمت ضربت إيده يللي هجم فيها على وجهي قام ضربني كف رهيب على وجهي.. وآخرها كان تهديد بالقتل..
أنه أتوقع من هاللحظة بأي وقت وأنا واقفة بالشارع يجي حتى يقتلني قال حتى يريح الوطن من هيدي الجرثومة يللي هي أنا…
بعد الضرب والشتم ومصادرة الهوية والموبايل والكاميرا (يللي مسحوا منها الصور) هدد بالقتل وراح..
بعدين فتحوا الباب.. وقالولي تفضلي واعطوني أغراضي.. طبعاً الشخص ضابط الأمن يللي شتم وضرب.. اختفى…
قلتلهم شو هالشرطة يللي بخدمة الشعب يللي بيدخل الواحد ليشتكي على اعتداء صار بالشارع بيقوم بيُعتدى عليه من رجل أمن داخل مخفر الشرطة.. وبيُعتدى عليه بالضرب والتهديد بالقتل.. سهير الأتاسي".