القامشلي( سوريا) – أدو أورغ ++ أخيراً استجابت أحزاب وتنظيمات شعبنا الآشوري السرياني الكلداني لنداء العمل القومي المشترك، وجاءت هذه الاستجابة تلبية ونزولاً عند رغبات وأمنيات أبناء شعبنا في كل مكان، ووفاء لدماء شهداء كنيسة سيدة النجاة ومئات الشهداء الذين ضحوا من أجل هويتهم القومية والدينية، ودفاعاً عن حق شعبهم في الوجود والحرية وتعبيراً عن إرادة قياداتنا السياسية وإحساسها العالي بالمسؤولية بضرورة مواجهة المخاطر، الإرهاب والهجرة، ومسألة الحقوق المتساوية والشراكة الكاملة في وطنهم العراق.
لقد كان للجهود الكبيرة التي بذلتها المنظمة الآثورية الديمقراطية منذ مؤتمر بغداد عام 2003 المدعومة بالجهود الخيرة التي قدمتها تنظيمات قومية أخرى من خارج العراق، نذكر منها الحزب الآشوري الديمقراطي والاتحاد الآشوري العالمي والمجلس القومي الكلداني السرياني الآشوري(كاسكا). دورا كبيرا وفاعلا في الوصول إلى التقارب والتفاهم الذي تحقق بين قوى ومؤسسات شعبنا في العراق، وتجاوز حالة الانقسام، وغياب الرؤية الموحدة، ما أدّى إلى تفويت فرص كثيرة على شعبنا انعكست في التمثيل الهزيل داخل الحكومة والبرلمان ومجالس المحافظات وعلى صعيد الإدارات العامة وغيرها من المؤسسات الرسمية، ونتج عنه عجزا في تثبيت هويتنا وحقوقنا دستوريا، هذا ناهيك عن استنزاف القوى في قضايا شكلية تولّد عنها الكثير من الخسائر المادية والمعنوية.
إنّ تشكيل تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية، بلا شك يمثل خطوة نوعية متقدمة على طريق تعزيز وحدتنا القومية بكافة تسمياتنا الحضارية التي نعتز بها، وتجسيدا لإرادة شعبنا في توحيد الخطاب والمطالب القومية، ورغبته في ترسيخ وجوده وتكريس دوره ومكانته في المعادلة الوطنية العراقية. وهذه النقلة الهامة والمنتظرة، جاءت تتويجا لسلسلة من اللقاءات والاجتماعات، كانت المنظمة الآثورية الديمقراطية شريكا أساسيا فيها، حضورا واستشارة ومواكبة عبر الرسائل والاتصالات، حيث كان لعلاقاتها القوية والمميزة مع كافة أحزاب ومؤسسات شعبنا دورا إيجابيا مؤثرا في تقريب وجهات النظر، وإشاعة مناخات الثقة وتعزيزها.
إنّ المواقف الإيجابية التي أبدتها كنائس شعبنا ممثلة بمجلس الكنائس المسيحية في العراق من التقارب الحاصل بين تنظيماتنا ومؤسساتنا السياسية، وإبداء الرغبة (مع ممثلي شعبنا في البرلمان العراقي وبرلمان إقليم كردستان العراق)، في دعم الجهد القومي المشترك، هذه المواقف برأينا تحتاج إلى ترجمتها عمليا باتجاه إزالة حالات التردد والغموض التي تسم مواقف بعض رجال الدين، وباتجاه المزيد من التنسيق والتعاون والتبني الكامل للمطالب التي أقرّها تجمع التنظيمات السياسية لشعبنا، ومباركة الجهود و التحركات التي يقوم بها لدى كافة القوى والقيادات العراقية من أجل حثها على تلبية مطالبنا المحقة وفقا للسياقات والأطر الدستورية، باعتبارها مطالب مشروعة تهدف إلى إنصاف شعبنا، وتصب في دعم وحدة واستقرار العراق، وإرساء مبادئ التعدد والديمقراطية وترسيخ مفاهيم التآخي والعيش المشترك بين كافة أبناء العراق.
بلا شك إن جميع أحزاب ومؤسسات شعبنا في الوطن والمهجر، وانطلاقا من الشراكة القومية وبحكم المسؤولية الملقاة على عاتقها، مدعوة للتفاعل الإيجابي والبنّاء مع هذا النهج القومي الوحدوي الذي يتنامى ويتطور باضطراد على أرض الوطن، والعمل لتحقيق التكامل معه ، وإسناده ودعمه بكافة الوسائل والإمكانات، ضمانا لاستمراه وتقدمه، حتى تتحقق طموحات وتطللعات شعبنا في الوطن.