معلومات عن وفاة الشاب الذي أحرق نفسه في الحسكة

الحسكة( سوريا) – وكالات++ أفادت معلومات نُسبت إلى "مصادر مطلعة في المشفى الوطني بالحسكة" أن المواطن السوري حسن علي عقلة الذي أشعل النار في نفسه في وقت سابق؛ قد توفي مساء الأحد الماضي متأثراً بالحروق البالغة التي أصيب بها. ووفق المعلومات التي لم تتمكن أخبار الشرق من التثبت من صحتها من مصادر أخرى؛ فإن عقلة كان قد نزل إلى الشارع من منزله حاملاً بيده قارورة بنزين ورشها على جسده وأشعل النار فيها وأصيب بحروق بالغةـ حيث تم نقله إلى المشفى الوطني في الحسكة.

وذكرت المصادر أن الأقوال التي نسبت إلى أهله في التحقيقات تفيد بأن الشاب مختل عقلياً، لكن المصادر رجحت أن تكون الحالة محاولة انتحار حرقاً احتجاجاً على البطالة والأوضاع المعيشية والاقتصادية المزرية في محافظة الحسكة "التي بلغت مرحلة من التدهور لم تعرفها هذه المحافظة من قبل" حسب تعبير المصادر. وذُكر أن رقابة أمنية مشددة فُرضت على الغرفة التي يوجد فيها عقلة، بعد أن تم إفراغها من المرضى الآخرين (4 أسرة في غرفة واحدة).

وعقلة من مواليد عام 1974 ودرس الابتدائية في مدرسة بور سعيد والإعدادية في مدرسة نعيم اللجي والثانوية في مدرسة البحتري، وكان من المتفوقين خلال مراحل دراسته ونتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة لوالده لم يستطيع أكمال دراسته في المرحلة الجامعية، تطوع في الجيش حيث افرز لصالح الأمن العسكري في الحسكة بوظيفة جلاد، وحين أمر بتعذيب بعض المعتقلين رفض الأمر كونهُ يعتز بإنسانيته ويحترم الإنسان رأياً وفكراً، وبعدها فر هارباً من وظيفة جلاد، وتم ملاحقته من قبل الجهة نفسها، حيث تم تسوية وضعه من قبل والده وبعض النافذين في هذه الجهة الأمنية، وسرح من الجيش. ونُقل عن مصادر وصفت بأنها "مقربة من العائلة" أن حسن علي العقلة أقدم على هذا العمل اقتداء بالتونسي محمد البوعزيزي، مرجعة الأسباب إلى "الوضع المعيشي السيئ والبطالة المتفشية وانسداد فرص العمل في وجه أبناء المحافظة".

وذُكر أن عناصر أمنية تواجدت وطوقت المنطقة التي يتحدر منها عقلة بأكملها، وهي حي الغويران في مدينة الحسكة – شارع العمال جنوبي الجامع الكبير. وتواجد في المكان قائد شرطة محافظة الحسكة، ومحافظ الحسكة. وقد تم التضييق على الجوار على بعد خمسة بيوت مجاورة لبيتهِ وبشكل دائري. وقد تم منع تسجيل اسمه في غرفة الإسعاف كما هي العادة، ومُنعت عنه الزيارات حتى من قبل عائلته، كما وضعت الغرفة التي كان يتواجد فيها تحت رقابة أمنية مشددة. كما تم التصوير داخل المشفى أو خارجه، في حين وُضع الأطباء المعالجون تحت المراقبة، وفق المصادر ذاتها.

وكان مشارك في برنامج الاتجاه المعاكس الذي بثته قناة الجزيرة القطرية الثلاثاء الماضي قد ذكر أن علم بمحاولة انتحار حرقاً في سورية وأن السلطات ووسائل الإعلام تكتمت عليها. وانتقلت عدوى إحراق النفس اقتداء بالبوعزيزي إلى عدد من الدول العربية، لا سيما مصر والجزائر. وبلغ عدد من حاولوا الانتحار حرقاً في الدول العربية، بعدما فجر انتحار الشاب التونسي ثورة عارمة أطاحات بالرئيس زين العابدين بن علي، أكثر من 10 حالات نتج عنها عدة وفيات.