يعقوب رومانوس*
بعد إندلاع شرارة ثورة الحرية في تونس الذي أشعلها البوعزيز وأدت إلى تغيير النظام الحاكم بأكمله وعلى رأسه زين العابدين الرئيس التونسي السابق وحزبه الحاكم.
امتدت هذة الثورة إلى دول عربية أخرى وأشدها في هذة اللحظة هي ثورة الحرية في مصر والتي تكللت حتى هذة اللحظة بقيام الرئيس المصري حسني مبارك بحل حكومة أحمد نظيف وتكليف الفريق أحمد شفيق بتشكيل الحكومة الجديدة. إن هذة الاطاحة ليست كافة لإخماد ثورة الحرية التي تطالب بتغيير رأس النظام وليس وجه الحكومة.
إن تغيير وجوه الاشخاص في النظام و الذي قام به الرئيس مبارك لم يكن كافي لإخماد هذة الثورة، فالدكتور شفيق المكلف بتشكيل الحكومة وهو خبير طيران ’’ أي خبير في المجال الجوي ،، في الوقت الذي تحتاج مصر هذة الأيام لخبير أرضي أي على أرض الواقع ليتمكن من امتصاص غضب الشارع المصري، وكذلك تعيين اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات نائباً للرئيس ’’ وهو أيضاً خبير في سياسة التفاوض الخارجية ،، في الوقت الذي يحتاج الشعب المصري لخبير في سياسة التفاوض الداخلية هو أيضاً لايستطيع إخماد ثورة الغضب لأن الأثنين هم من أقطاب النظام الحاكم الحالي.
إن ما قام به الرئيس مبارك من تغيير هو ليس إلا لرذ الرماد في عيون الثورة ’’ يرى محلل سياسي آشوري بأن تعيين سليمان نائباً للرئيس هو إنقلاب عسكري أبيض ،، نعم ياسيادة الرئيس مبارك هذا هو شعب مصر فهل مازلت لاتعرفه ..؟ ألم تفهمه بعد …؟
إن شعب مصر ينتظر منك أن تخرج إلى الشارع أو على الأقل على الفضائيات المتلفزة لتخطب بهم وتقول لهم نعم … نعم … نعم لمصر وشعب مصر، نعم لكم إنني فهمتكم وقرأت رسالتكم وفهمتها، وكذلك يتحتم عليك أن تتحلى بالشجاعة أذا كنت حقاً مواطناً يهمه شعب مصر وأن تسلم السلطة قانونياً لمجلس الشعب ’’ وليس لنائبك المعين بعد الثورة ،، كما عليك أن تسلم نفسك للقضاء المصري ولا تهرب وتخطف معك الجمل بما حمل.
تحلى بهذة الشجاعة ياسيادة الرئيس ولتكتب في تاريخ مصر ذكرى حسنه لم يكتبها غيرك سوى جمال عبد الناصر. إنزل إلى الشارع وتحدث للشعب ولو لمرة واحدة حتى وإن كانت الأخيرة وأطلب منهم الهدوء وقدم لهم استقالتك.
يذكر أن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في ذروة الحرب البربرية البوشية نزل إلى الشارع وخاطب شعبه وكان ظهوره هو الآخير بين الشعب ولكن سجل في التاريخ العراقي ذكرة شجاعة رجل عراقي يحب شعبه وبلده هذا بغض النظر عن دكتاتورية نظامه وجرائمه بحق الشعب العراقي.
والآن أتى دورك ياسيادة الرئيس أنزل إلى الشارع وأستعرف أمام شعبك إستعراف المسيحي أمام الكاهن وأطلب منهم المغفرة وثمَ قدم لهم استقالتك، ولشعب مصر الحق أن يغفر لكم أو أن يقدمكم للقضاء أو حتى لقدره.
مع إنني أفضل أن يغفر الشعب المصري لكم وليسجل هو أيضاً سابقة لم تشهدها دول العالم أجمع في مثل هكذا حالات، ولترفعوا أيديكم سوياً ولهتفوا تحيا مصرحرة يعيش فيها الإنسان بكامل حقوقه، الإنسان المصري بغض النظر عربياً كان أو قبطياً مسلماً كان أو مسيحياً وليذهب الماضي مع الماضي وأبدأوا يوماً جديداً وصفحة جديدة في تاريخ مصر.
تحية لشعب مصر ولشهداء ثورة الحرية في كل دول العالم.
* يعقوب رومانوس
ناشط آشوري
31 كانون الثاني 2011