دمشق (سوريا) – آكي ++ وصفت المعارضة السورية "النظام" المصري بـ "الاستبدادي والفاسد"، ورأت أن "انتفاضة" الشعب المصري "أقرب إلى بلوغ أهدافها" على الرغم من "أن النظام مازال مصراً على المضي في نهجه الأمني ومراوغته والوعد بإصلاحات لا تبدو مقنعة للشعب المصري"، ودعت إلى إيلاء الاهتمام للوضع السوري كواحد من الأوضاع العربية "المأزومة".
وفي بيان صدر الاثنين عن تجمع إعلان دمشق للتغيير الوطني، أكبر تجمع معارض داخل البلاد، رأت المعارضة السورية أن "انتفاضة الشعب المصري سوف تحدد مسار المنطقة مستقبلاً، نظراً لمكانة مصر وثقلها الاستراتيجي ودورها في هذا الإقليم"، وشددت على أنه إذا ما حققت الانتفاضة المصرية أهدافها "فإنه من الممكن القول عندها بثقة أكبر، بأن المنطقة فتحت باب الحرية واسعاً، وأن الاستبداد يحزم حقائبه بعد مقام طويل وثقيل أنهك المنطقة وشعوبها".
ورأت أن انتفاضة مصر وقبلها تونس "تضع شعوبنا وقواها الديمقراطية أمام وقفة للدرس والاستنتاج والفعل، وهذا الوقوف يهدف إلى تعميق النقاش حولها ورصد إمكانات تطورها ومآلاتها في بلدان عربية أخرى تنتظر الفعل ومنها سورية".
وشرحت المعارضة السورية الوقائع التي يمر بها العالم العربي ومنها "تشابه الأنظمة العربية من حيث البنية والأساليب والأهداف"، وأن "كل الأنظمة التي حكمت في العقود الخمسة الماضية هي أنظمة ديكتاتورية عسكرية فرضت سلطات استبدادية أمنية تسيطر عليها طغمة أو عائلة وأحياناً تحالف سلطوي… وتعتمد قوانين الطوارئ المؤبدة والمحاكم والقوانين الاستثنائية وتقمع المجتمع وتنهبه وتصادر الحريات وتعمم الفساد والإفساد الممنهجين، وتتبجح بالإنجازات والاستقرار الكاذب"، و"هي ترفض أي انفتاح أو مشاركة أو تغيير، لا أدل على ذلك من اعتماد توريث السلطة تنفيذاً أو تحضيراً".
وكذلك أشارت إلى "تميّز هذه الانتفاضات الشعبية والعفوية بشعاراتها المحددة بدقة، التي تعبر عن مطالب التغيير في الإطار الوطني، وغابت عنها الشعارات الخاصة قومية أو يسارية أو إسلامية أو تلك المتعلقة بمناهضة الإمبريالية وإسرائيل".
ورأت أن المعارضات العربية "التي عانت الحصار والتهميش والسجون على مدى عقود، ما أحالها إلى قوى رمزية بسبب من خنق الحقل السياسي وقطع تواصلها مع المجتمع وأجياله الصاعدة، وحد من حركيتها الغرق في الحسابات السياسية شعوراً منها بالمسؤولية الوطنية والأخلاقية تجاه شعبها"، وشددت على أن هذه المعارضات "لن تتمكن من استعادة دورها الفعال إلا إذا أعادت النظر بطرائقها وبرامجها وآليات عملها في المجتمع".
كما نوهت إلى أن كل ذلك "يوجب إيلاء الاهتمام للوضع السوري كواحد من الأوضاع العربية المأزومة بسبب من انسداد الآفاق وإصرار النظام على نهجه الاستبدادي وتدهور الأوضاع المعيشية للسوريين بفعل الفساد والنهب المنظم وفشل التنمية"، وأكّدت على أن تاريخ سورية الحديث "يدلل على أن السوريين كانوا سباقين إلى بناء نموذجهم الوطني الديمقراطي بعد الاستقلال، وسيكونون قادرين على استرداد هذا التاريخ وتحقيق التغيير الوطني الديمقراطي في بلدهم".