الرئيسية / مقالات آشورية / المحطة الأخيرة

المحطة الأخيرة

أشور العراقي

++ هذه هي محطتنا الاخيرة أيها الشعب الأشوري بكل تسمياتنا الطائفية والقبلية وغيرها.
نعم بعد صقوط الأمبراطورية الأشورية بعاصمتيها نينوى وبابل مررنا بمراحل تاريخية كثيرة وقاسية وخطيرة ، وتلك المراحل فرضت علينا بشعوبها الجديدة وبمسمياتها اللغوية وصهرت وقتلت وهجرت الكثير من شعبنا ، وبعدها مررنا بمحطات كثيرة صعدنا في بعضها ونزلنا بالبعض الاخر إلا إننا لم نتمكن من أستغلال تلك المحطات أو الفرص التي كانت تفرضها علينا الظروف الأجتماعية أوالدولية أحياناً، لأسباب كثيرة منها القوى الدولية والأقليمية وأطماع شعوب المنطقة بأرضنا وتاريخنا وحضارتنا كالأمبراطورية الفارسية والامبراطورية البيزنطية وصراعاتهم على الاستيلاء والسيطرة على أرض أجدادنا فأذاقون الأمرين، وتلتهم الفتوحات الأسلامية للمنطقة وأستغلال بعضهم للدين الأسلامي، وأولائك وبأسم الأسلام عملوا على قتلنا وعربوا الملايين من شعبنا في بلاد الشام والعراق ( بلاد أشور )، وبعدهم جاءتنا الأمبراطورية العثمانية ونكلوا وفعلوا بنا الأسوء، إنما كان هناك عدو أخر أقوى من كل هؤلاء المتمثل بأوربا المسيحية البروتستنتية والكاتوليكية الذين كانوا يتربصون بنا ويحرضون الشعوب الأسلامية في المنطقة على قتلنا وأضعافنا وكذلك أرسلوا بدورهم الأرساليات التبشيرية للنيل من وحدتنا وقوتنا وليفرقونا إلى قبائل وطوائف متناحرة فيما بينها كي تبقى أوربا الاقوى والممثلة للشعوب المسيحية في العالم وها هي كذلك لأنها نالت ما أرادت، وهذه المرحلة الأخيرة كان لها دور كبير جداً في أضعاف أو قتل الشعور الوطني لدينا عبر مئات السنين لأنهم خلقوا البديل وهو التعصب الديني والتناحر الطائفي كي ننشغل بصراعات جانبية لنتجاهل أو ننسى قضيتنا الوطنية التي كان يجب أن نقاوم من أجلها، إذ نجحوا بذلك وبأمتياز لتحقيق مصالحهم الدولية والاقليمية، ولم يكتفوا بذلك بل زحفوا بجيوشهم الجرارة إلى المنطقة وتواروا تحت رداء الدين المسيحي ورفعوا شعار الصليب في حروبهم تلك منذ عام 1096 حتى 1291، كما صلب اليهود السيد المسيح على الصليب ولكن لمرة واحدة، إنما الشعوب الأوربية المسيحية برفعهم شعار الصليب بحروبهم تلك صلبونا مئات المرات عبر هذه السنين التي تلت تلك الحروب، وها نحن مسيحي الشرق ندفع ضريبة أولائك المستعمرين وحروبهم تلك إلى يومنا هذا .

إنما كما يقال الزمان يعيد نفسه لأن في هذه المرحلة الحرجة التي يعيش بها شعبنا على أرض أجداده بلاد الرافدين ما زلنا في العراق نقدم الشهداء كل يوم ولكن بفدائهم وبأرواحهم أشعلوا لنا شمعة تنير طريق مسيرتنا وترفع من شأن قضيتنا ، أجل هذه مرحلة أخرى وجديدة في تاريخنا وعلينا أن نكون أهلاً لها لأنها المحطة الأخيرة على ما أعتقد، إذ يجب علينا أن نتخلى عن المصالح الفردية والحزبية والطائفية ونأخذ المصلحة العامة بعين الأعتبار لأنها قضية قومية ومصيرية لهذا واجبنا القومي والأخلاقي يفرض علينا أن نلتقي جميعنا بكل أطيافنا المذهبية في هذه المحطة ونركب قطارها ونرفع شعار واحد وبيد واحدة نعم للحياة لا للموت، حتى نكون أهلاً لأرواح الملايين من شهدائنا الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم منذ الاف السنين حتى يومنا هذا لأجل أن نعيش بكرامة ونحيي قضيتنا التي ضحوا لأجلها، وإذا أردنا أن نعيش حقاً على أرضنا التاريخية بشرف وكرامة علينا ان نتحد ونأخذ قرار مصيري على أن يكون صارم دون رجعة كي ننال الحكم الذاتي في سهل نينوى نعم حكم ذاتي بنظام سياسي وإداري وأقتصادي لنتمتع بقليل من حقوقنا القومية على أرضنا التاريخية في بلاد الرافدين ( بلاد أشور ) ولنتنفس شيء من الحرية بحيث أن نحصل من الدولة على صلاحيات واسعة لتدبير شؤوننا بما في ذلك أنتخاب الحاكم والتمثيل في مجلس منتخب يضمن مصالح الأقليم على قدم المساوات وان يكون مرتبط بالحكومة المركزية كما أتمنا من جميع القوى العراقية أن تدافع عن حقنا هذا بالحكم الذاتي، لأنهم أثبتوا فشلهم بأدارة الدولة أولاُ ثم فشلوا سياسياً عندما أعتبرونا مواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة ونحن من السكان الاصليين لهذه البلاد، وفشلوا أيضاً وطنياً بأداء واجبهم الوطني بحمايتنا كمواطنيين ولهذا نريد أن نكون تحت أشراف الامم المتحدة حتى لا يحاول أن ينال منا اياً كان أو حتى ضربنا أوأستغلالنا ، وهكذا سنثبت وجودنا وسنبرهن للعالم بأننا شعب مخلص يحب الحياة .

كما أتمنا من أحزابنا أن يكونوا أهلاً لهذه المحطة وعلينا ان نرفع شعار الحياة لأن لا سبيل أخر أمامنا لانها المحطة المصيرية والاخيرة فالحياة او الموت ، ولكن أعتقد بأن أحزابنا ومنظماتنا وطوائفنا أدركوا خطورة الموقف وليس من أمامنا إلا الوحدة لأنه كما يقال العود محمي بحزمته وضعيف عندما ينفرد ، وأرجو أن لا ننفرد بعد اليوم ولنبقى حزمة واحدة لأن أرضنا واحدة وتاريخنا واحد وديننا واحد لذا أكون أنا الأرامي وأنا الكلداني وأنا السرياني وأنا الأشوري أنا في الكل والكل فيَ لذا أرجو أن نبقى حزمة واحدة بتسمية واحدة وأرض واحدة لأننا أمة واحدة ذات حضارة واحدة وعاش شعبنا الأشوري بكل تسمياته إلى الأبد.

شاهد أيضاً

عندما يغادرنا مبدعٌ كالموسيقار جورج جاجان

14-05-2021 بقلم سعيد لحدو تعود الموسيقا السريانية بجذورها إلى حضارة مابين النهرين وطقوسها الدينية والمهرجانات …