سوريا – الإيكونومست ++ بدلا من ركل الأشخاص المزعجين خارجا إلى إحدى البلدان، خصوصا في الشرق الأوسط فإنها تحب أن تبقيهم لديها. في سوريا منع السفر يستخدم بشكل روتيني من أجل منع الناس من السفر إلى الخارج. واستخدام هذا الأسلوب يبدو في تصاعد. من الصعب الحصول على الإحصائيات لأن المنع يصدر عادة من قبل أجهزة الأمن المتعددة في البلاد.
ولكن المدافعين عن حقوق الإنسان يقولون بأن المنع السوري قد توسع بشكل كبير منذ عام 2006. النشطاء المرموقون مثل مازن درويش الذي يرأس المركز السوري للإعلام وحرية الرأي الذي أوقف الآن يمثل حالة واضحة. ولكن الأشخاص الأقل شهرة والشباب السوريون بما فيهم الكتاب والفنانون وأولئك الذين يعملون لصالح جمعيات خيرية وتجمعات دولية إضافة إلى عائلاتهم يجدون أنفسهم موقوفين في الكثير من الأحيان على الحدود خصوصا عندما يحاولون المشاركة في مؤتمرات دولية حتى لو كانت لا تضر بسوريا.
وعادة أولئك الذين يشاركون في المؤتمرات يمنعون من الدخول إلى البلاد. إن النظام يميل إلى تضييق الخناق عندما يشعر بالخطر. إن منع السفر الذي كان يستخدم في الثمانينات عاد مرة أخرى ليستخدم في عام 2002. إن للمنع هدفين:
– الأول هو للحد من الإتصالات ما بين المدافعين عن حقوق الإنسان وما بين العالم الخارجي
– والسبب الثاني هو لمساعدة النظام في تجميع المعلومات.
بعد الغزو الأمريكي للعراق وعندما أمل المحافظون الجدد المقربون من جورج بوش بأن سقوط نظام الأسد بات قريبا جدا فإن القمع – والتجسس على المعارضين- قد ارتفع بصورة كبيرة.
إن منع السفر عادة شائعة على امتداد الشرق الأوسط: إن حكومات كل من إيران والبحرين والسعودية وليبيا ومصر وتونس والإمارات العربية المتحدة تستخدم هذه الطريقة. كما إن إسرائيل تقيد حركة الفلسطينيين في داخل الأراضي التي تحتلها ويمكن ان تمنع السياسيين الفلسطينيين من السفر إلى الخارج. ولكن سوريا هي الأسوأ ضمن هذه القائمة. إن تقارير المعارضة تقول بأن 400 أو مايزيد على هذا العدد قد تأثروا بمنع السفر بالمقارنة مع أعداد قليلة في الأماكن الأخرى.
على الرغم من أنه غير قانوني على صعيد القانون الدولي، فإن منع السفر عادة ما يحظى بالحصانة. في بعض الدول العربية تم الطعن في هذه القرارات. في مارس أسقطت محكمة مصرية حكما بمنع السفر عن محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين.
ولكن المحاكم السورية ترفض التدخل في أمور تتعلق بالأمن القومي. بعض الناس الذين منعوا من السفر يعتقدون أنه من المجدي إنهاء نشاطاتهم أو حتى التعاون مع السلطات من أجل تحرير أنفسهم من منع السفر؛ وهناك آخرون تعبوا من انتظار التأشيرات وقدموا معاملات السماح المؤقت للسفر والتي تعطي وقتا محددا للسفر وفي بعض الأحيان إلى بلاد معينة. إن منع السفر يعتبر طريقة فعالة للسيطرة على الناس. إن الاحتجاجات العامة نادرة.
إن أفضل ما يعتقد الناس أنه يمكنهم فعله هو الكتابة تحت اسم مجهول على الإنترنت حول تجاربهم الخاصة. والعديد من الناس يخشون حتى القيام بهذا الأمر. في جميع الأحوال يقول الناشطون بأن الإنترنت ليس بديلا عن المقابلات المباشرة من أجل الإبقاء على قضيتهم حية.