الرئيسية / مقابلات / مقابلة مع السيد بشير سعدي مسؤول المكتب السياسي للمنظمة الاثورية الديمقراطية(الجزء الأول)
السيد بشير سعدي مسؤول المنتب السياسي لمطاكستا

مقابلة مع السيد بشير سعدي مسؤول المكتب السياسي للمنظمة الاثورية الديمقراطية(الجزء الأول)

 

نص الحوار الشامل الذي اجراه موقع اللقاء الديمقراطي السوري
مع السيد بشير سعدي عضو مكتب الأمانة العامة لإعلان دمشق
ومسؤول المكتب السياسي للمنظمة الآثورية الديمقراطية

* جزء من معاناة الآشوريين في سوريا ناتجة عن عدم الاعتراف بهم دستوريا كأقلية قومية وكشعب أصيل من ناحية، وبسبب وجود نصوص دستورية وقانونية تميز بين المسيحي والمسلم من ناحية ثانية، حيث تجرح هذه النصوص مشاعر المسيحيين وتشعرهم بأنهم مواطنون درجة ثانية، …. المادة الثالثة من الدستور تحرم المسيحي من تبوأ الرئاسة الأولى، كما أن المسلم يحق له الزواج من مسيحية، ولا يحق للمسيحي الزواج من مسلمة.

• بعض الأكراد يعتبرون الجزيرة أرضا كردية و جزء من كردستان … أما رؤيتنا فمختلفة، فنحن نقول بأن أرض الجزيرة كانت عبر التاريخ جزء أساسي من أرض ما بين النهرين التي قامت على أرضها الإمبراطورية البابلية والآشورية،ووتاريخها الآشوري و الآرامي.
• لا يمكن أن يتوفر منطقة مثالية لحكم ذاتي أو فيدرالية في الجزيرة للأكراد أو لغيرهم …
• تستخدم أمريكا ملف التحقيق في مقتل الحريري كورقة ضغط على النظام لتحسين سلوكه، وبعد التطبيع والصلح مع إسرائيل سيكون شيئا ثانويا في الأجندة الأمريكية.
• حزب الأخوان المسلمين في سوريا قام بعمل معارض استخدم فيه العنف وشكل خطرا على بنية النظام في بداية الثمانينات، وعليه فقد تم قمعه بعنف موازي وأصبح العدو الأول للنظام
• حزب الله هو بالأساس صناعة إيرانية، وهو ذراع طويلة لها في لبنان.
• البديل المتوفر الآن هو الإسلام السياسي … والأمثلة على ذلك رأتها أمريكا في العراق وفي فلسطين، وبالتالي يمكن أن تتكرر الحالة في سوريا، ولهذا أعتقد أن أمريكا وأوروبا تفضل أن تبقي على الأنظمة … أي المطلوب هو تحسين السلوك لهذه الأنظمة..
• إن التحالف مع منشقين أمثال عبد الحليم خدام هو خطأ جسيم، ويفقد القوى الوطنية المتحالفة المصداقية لدى شعبها.
• لا أعتقد بأي حال من الأحوال أن عبد الحليم خدام أو غيره من المنشقين عن النظام، أنهم صادقون بما يطرحونه من شعارات ديمقراطية، لأن الديمقراطية لا تخدمهم وليست من مصلحتهم بعد أن مارسوا الاستبداد والفساد وجبلوا عليه.
• نحن لا اتصال لنا مع عبد الحليم خدام.
• نحن ضد التمويل الخارجي، من يتقبل التمويل يصبح أداة طيعة لمصدره، وما ينقص المعارضة ليس التمويل، بل استكمال هيكليتها وتعميق جذورها في الأوساط الشعبية …
• الآلة الإعلامية لرفعت الأسد أعلنت منذ عام أن المحافظات السورية تستعد لاستقباله، والكل يعلم عدم جدية مثل هذه الكلام …
• أفسر علاقة البيانوني مع خدام أنها علاقة مصلحية مؤقتة ولا يمكن أن تكون مبدأية، كل يحاول أن يستثمر نقاط القوة الموجودة عند الآخر للوصول لأهدافه الخاصة وبعدها تبدأ الخلافات.
• الخطاب عند البيانوني لم يتغير، ولا يمكن أن يتغير ، وسيقيم دولة دينية إذا وصل للسلطة، … وهو إن وجد إمكانية الوصول إلى السلطة عبر الآليات الديمقراطية وصناديق الاقتراع فلن يضره ذلك وسيقبل بالديمقراطية وسيلة وآلية للوصول للهدف، فهو إن وصل فلا بد له من تطبيق قوانين الشريعة الإسلامية والدولة الدينية.

**************************************

ألتقت نشرة اللقاء الديمقراطي السوري بالمهندس بشير اسحق السعدي، عضو مكتب الأمانة العامة لإعلان دمشق ومسؤول المكتب السياسي للمنظمة الآثورية الديمقراطية. وأجاب مشكورا على كافة أسئلتنا بصراحة ودون حرج بما فيها المكررة بصيغ مختلفة، وفي سعينا لأخذ أكثر مما عند ضيفنا وتقديمه للقاريء، لم يدعنا الأستاذ بشير نلجأ للاستنباط او التخمين حين استعاض بالتوضيح عن التلميح بجرأة وشجاعة ملفتة للنظر، سيما وأنه مقيم في سوريا… ونشكر له صبره الذي لم ينفذ، كان لنا معه هذا الحوار الشامل في محاولة منا لطرق معظم أبواب الشأن السوري العام. فإلى نص الحوار:

الجزء الأول

س1: ما هو مطلب المنظمة الآثورية الديمقراطية السياسي؟
ج1 : المنظمة الآثورية الديمقراطية منذ تأسيسها في 15 تموز عام 1957، طرحت رؤيتها لشكل النظام السياسي الذي تناضل من أجل تحقيقه ، بأنه النظام الديمقراطي العلماني القائم على أسس العدل والمساواة وشرعة حقوق الإنسان ومبدأ المواطنة، وضمان دستوري لحقوق الأقليات القومية ضمن إطار وحدة الدولة والمجتمع، وفي ظل هوية وطنية سورية تحتوي وتقر بالتنوع القومي والثقافي والديني والسياسي، وصولا لسوريا حرة وطنا نهائيا لكل أبنائها. كما تطالب المنظمة بالإقرار بأن الشعب الآشوري ( السرياني ) هو شعب أصيل في سوريا، وبالتالي اعتبار لغته وثقافته السريانية لغة وثقافة وطنية. وتؤمن المنظمة بأشكال النضال السلمي الديمقراطي سبيلا وحيدا في عملها السياسي، وتنبذ كافة أشكال العنف والتطرف والتعصب والإرهاب بمختلف أشكاله وألوانه وترفض أية حجج ومبررات له.

س2: هل هناك فرق بين الآشوريين والسريان، وهل هناك تنظيم سرياني بمطالب مختلفة عنكم؟
ج2 : التسمية السريانية هي عبارة عن نحت لغوي من التسمية الآشورية ، حيث سميت كل منطقة الهلال الخصيب التي كانت تحت نفوذ الإمبراطورية الآشورية ب “سوريا” من خلال اللفظ اليوناني، حيث لا وجود لحرف الشين باللغة اليونانية، وذلك منذ أربعة قرون قبل الميلاد، وعليه سميت كل بلاد الرافدين وحتى شاطئ المتوسط بسوريا، حيث سماها اليونان ASSYRIA ، وشعبها ب ASSYRIAN̤ ، ونحت هذا الاسم الجديد من خلال اللغة الآرامية التي كانت لغة عموم الإمبراطورية الآشورية ب سورويو أو سورايا ، ومنها جاء أسم ” سريان ” للعربية، وبالتالي فإن الاسم “السرياني” مشتق عن الاسم “الآشوري” ، فهما يعنيان شعبا واحدا ، وبالتالي كل سكان سوريا والرافدين من الآشوريين والآراميين والكلدانيين سميوا منذ القرن الرابع قبل الميلاد بالسريان، ولغتهم أيضا سميت بالسريانية، وهي بعدة لهجات، ولكن للأسف لا تزال هذه الحقيقة يجهلها كثيرون. وفي سوريا لا يوجد حزب تحت أسم سرياني، فإن النخبة القومية من السريان في سوريا هم من أسسوا أول منظمة سياسية قومية، هي المنظمة الآثورية الديمقراطية، وسموها بالاسم ” الآثوري” الذي يعني تماما “الآشوري” حسب اللفظ السرياني.

س3: هل يعاني الآشوريون في سوريا من اضطهاد قومي أو ديني من المسلمين من عرب وأكراد، والمقصود هنا شعبيا وليس رسميا؟
ج3 : لا يعاني الآشوريين من اضطهاد قومي أو ديني مباشر من شركائهم المسلمين في سوريا، ولكن قسما من معاناة الآشوريين في سوريا ناتجة عن عدم الاعتراف بهم دستوريا كأقلية قومية وكشعب أصيل من ناحية، وبسبب وجود نصوص دستورية وقانونية تميز بين المسيحي والمسلم من ناحية ثانية، حيث تجرح هذه النصوص مشاعر المسيحيين وتشعرهم بأنهم مواطنون درجة ثانية، في الوقت الذي كانت المسيحية في سوريا سابقة للإسلام لسبعة قرون، وكان المسيحيون يشكلون نسبة ثلاثون بالمائة حتى أعوام الخمسينات من القرن الماضي، فعلى سبيل المثال، المادة الثالثة من الدستور تحرم المسيحي من تبوأ الرئاسة الأولى، كما أن المسلم يحق له الزواج من مسيحية، ولا يحق للمسيحي الزواج من مسلمة.

س4: لماذا نسمع تعارض أو عدم توافق بين المطلب الآشوري والكوردي في الجزيرة حول الأولويات التاريخية والمطالب السياسية؟
ج4- حقيقة الأمر هو وجود اختلاف في التقييم والرؤية لتاريخ الجزيرة بين معظم الأحزاب الكردية من ناحية، وبين المنظمة والرأي العام الآشوري من ناحية أخرى . بعض الأكراد يعتبرون الجزيرة أرضا كردية و جزء من كردستان، ويبنون قناعتهم هذه على أن الميتانيين والكاشيين والميديين وهي شعوب آرية كان لها تواجد في الجزيرة في فترات تاريخية قديمة، ويعتبرون أن هذه الشعوب هي كردية ويستنتجون بذلك أن الوجود الكردي قديم في هذه المنطقة، بل يعتبرونه أقدم من التواجد الآشوري و الآرامي و البابلي.
أما رؤيتنا فمختلفة، فنحن نقول بأن أرض الجزيرة كانت عبر التاريخ جزء أساسي من أرض ما بين النهرين التي قامت على أرضها الإمبراطورية البابلية والآشورية، وأن كل التلال والمواقع الأثرية المكتشفة وهي بالمئات تؤكد وجودها وتاريخها الآشوري و الآرامي . ونقول أن شعوب أخرى مختلفة مرت عليها وسكنتها في مراحل تاريخية متعاقبة من عرب وأكراد وأرمن وغيرهم، فهي بالتالي أرض لجميع أبنائها، وهي أولا وأخيرا جزء من الخارطة الوطنية السورية ، فهي أرض سورية وهي بالتالي ملك لجميع السوريين.
أما مسألة الحقوق القومية للأكراد وللآشوريين في الجزيرة، فهذه المسألة برأينا مجردة عن تاريخية أرض الجزيرة، فمن حق الأكراد أن يكون لهم حقوق ثقافية وسياسية وإدارية في أي مكان يتواجدون فيه في سوريا، وكذا الحال لبقية الأقليات، وهذه الحقوق يجب أن تقر وتضمن دستوريا وعبر الحل الديمقراطي، وكما قلنا تحت ظل هوية وطنية سورية جامعة مشتركة تحتوي التنوع القومي والديني.
هناك أحزاب كردية تطرح القضية الكردية كقضية وطنية وكجزء من قضايا الوطن عموما، وأن الشعب الكردي هو جزء من الشعب السوري، وأن قضية حقوقه القومية تحل ضمن الحل الديمقراطي الوطني العام. وهناك رؤية لأحزاب كردية أخري تطرح شعارات قومية متطرفة، تعتبر الجزيرة أرضا كردستانية ملحقة بالخارطة السورية منذ تقسيمات سايكس بيكو، وتطرح حق تقرير المصير للشعب الكردي على أرضه التاريخية، المقصود بها الجزيرة السورية.

س5: هل تعتقدون أن الحكم الذاتي للأكراد أو الفيدرالية كما تسعى بعض الأطراف الكوردية لتحقيقه، هو الحل الأمثل لمشاكل التعايش السلمي في شمال سوريا؟ وما مدى تعارض ذلك وأثره على وجود الأقليات الدينية والعرقية في المنطقة؟
ج5 : الجزيرة السورية منطقة متعددة القوميات، فيها العرب والآشوريين (السريان) والأرمن والأكراد، وهم مختلطون ومتداخلون في بلدات وقرى المحافظة، وبالتالي لا يمكن أن يتوفر منطقة مثالية لحكم ذاتي أو فيدرالية في الجزيرة للأكراد أو لغيرهم، إذ أن مثل هذا الطرح يمكن أن يشكل أزمة تعايش وليس حلا له. إذ لا يمكن أن يعطى لأقلية حقا دون غيرها أو على حساب غيرها، والحل الأفضل برأيي يأتي بالإقرار الدستوري بالحقوق السياسية والثقافية والإدارية للأقليات القومية، وبالتالي يمكن لأي بلدة أو منطقة أو مجموعة قرى يكون فيها الأكراد مثلا أكثرية، أن يكونوا مشاركين أساسيين في إدارتها من خلال إيصال ممثليهم لمجالسها المحلية وفق صناديق الاقتراع، أي أن الممارسة الديمقراطية ستحل مشكلة التمثيل الإداري لأي أقلية قومية في إدارة مناطقها، وفي حال توفر أكثرية كبيرة سيتحقق بالتأكيد ما يشبه الإدارة الذاتية لهذه المنطقة كنتيجة تلقائية للحل الديمقراطي لمسألة التمثيل الإداري والسياسي، ونؤكد دوما على وحدة الهوية السورية الجامعة والمحتوية لمجمل التنوع القومي، ووحدة المجتمع والوطن السوري، وطنا نهائيا لكل أبنائه.

س6: هل تعتقدون أن الحل الفيدرالي في سوريا هو الحل الفعلي لقضية الأكراد والآشوريين والسريان والتركمان وغيرهم من المجموعات القومية المتعايشة في سوريا؟
ج6 : لا أعتقد ذلك وقد وضحت رأيي في سؤالك السابق .

س7: كيف تنظرون لمسألة السلم والوئام والوحدة الوطنية في ظل المتغيرات المتتالية في سوريا؟
ج7 : أعتقد أن هذه المسألة تعيش في وجدان كل إنسان حريص على مستقبل بلاده، كلنا نخشى على الأمن والسلام الداخلي ونحرص على الوحدة الوطنية، ولكن هذا الموضوع ليس عاطفيا ولا تحله الشعارات العاطفية، البلاد تعيش أزمة بل أزمات متراكمة، سياسية واجتماعية واقتصادية، وهي تتعرض لمخاطر وتهديدات خارجية جدية، لا بديل عن وقفة جادة مع الذات، قبل أن تضيع الفرص، لا بد من موقف جاد وجرئ من قبل النظام لمبادرة حقيقة للإصلاح السياسي، عبر برنامج إصلاحي يشارك في صنعه جميع القوى الوطنية الديمقراطية، عبر مؤتمر وطني يؤسس لغد أفضل لسوريا حرة ديمقراطية .

الجزء الثاني:

أولا: الحرب في لبنان وانعكاساتها

س1- هل الحرب الدائرة هي على لبنان أم في لبنان؟
ج1- هي على لبنان وفي لبنان بنفس الوقت .

س2- هل يحقق حسن نصر الله ما عجز عنه عبد الناصر ويغرق اليهود في البحر الميت؟
ج2- لا أعتقد أنه سيحقق نصرا على إسرائيل على المدى البعيد، بل ربما سيتسبب نهجه في منح ذرائع لإسرائيل في شن حروب جديدة قادمة، بحجة أنها مهددة بوجودها من قبل حزب الله ومن معه من قوى.

س3- ألم ينته الوجود السوري في لبنان، فمن يحرك البيادق هناك، وهل ما يجري في لبنان يبرهن على عودة قوية للهيمنة السورية- الإيرانية على مفاصل القرار اللبناني؟
ج3- سوريا انسحبت من لبنان رسميا من خلال سحب جيشها وأجهزتها الأمنية، إلا أن استمرار تأثيرها في مجمل الحياة السياسية بالطبع بقي مستمرا، وإن بصورة غير مباشرة ، من خلال وجود أحزاب وقوى لبنانية حليفة لسوريا منذ أمد بعيد، وهي حزب الله وحزب البعث اللبناني والحزب السوري القومي، وفصائل فلسطينية، ومؤسسات وشخصيات لبنانية حليفة لها، وهذا أمر يأتي من خلال ترابط مصالح سياسية لهذه القوى مع سوريا، ولا يمكن تصور أن انسحاب الجيش سينهي الوجود السياسي السوري في لبنان، وأعتقد أن الحرب الأخيرة في لبنان ليست عودة جديدة للنفوذ السوري أو الإيراني بل هي تأكيد على استمرار وجوده السياسي الذي لم يتأثر بانسحاب الجيش إلا جزئيا أو شكليا فقط.

س4- هل يمكن اعتبار ما يجري في لبنان في صالح التحولات الديمقراطية في سوريا ولبنان معا؟
ج4- ربما يكون كذلك إذا توجهت الأحداث نحو حل نهائي للمشكلة العالقة حاليا بين لبنان وإسرائيل، وهي استعادة ما تبقى من أراضي لبنانية محتلة – مزارع شبعا وكفر شوبا – وتم اتفاق لبناني لبناني عبر الحوار على تطبيق القرار الدولي 1559 وبسط السيادة اللبنانية على كامل التراب اللبناني، وتم الاتفاق على صيغ عملية لإكمال تطبيق وثيقة الطائف، في هذه الحال سيتوفر مناخا ملائما لعودة الاستقرار والأمان في لبنان، وهذا سيكون في صالح التحولات الديمقراطية في لبنان، أما علاقة وتأثير ذلك على التحولات في سوريا فلا أرى ارتباطا مباشرا بين الحالتين.

س5- سوريا وإيران.. من يستخدم من؟ وما هي أوراق سوريا اليوم؟
ج5- هناك تحالف بين إيران وسوريا، قائم على مصالح متبادلة بين البلدين وكل يستفيد من علاقته بالآخر، ولا أعتقد أن أي طرف يستخدم الآخر، أما أوراق سوريا اليوم فهي قوتها الذاتية كدولة أولا وعلاقتها الوطيدة مع الفصائل الفلسطينية الجهادية، حماس والجهاد، وفي علاقتها مع حزب الله وعدد آخر من القوى والأحزاب اللبنانية. فضلا على علاقتها المميزة بإيران.

س6-هل تعتقد أن استجابة سوريا لبعض المطالب الدولية المتعلقة بالملف اللبناني ومحاولة إقرار بعض الإصلاحات سيكون بمثابة صمام أمان أم أن نتائج تحقيق اغتيال الحريري ستقلب الموازين ؟
ج6- سوريا تتعرض لضغوط أمريكية وفرنسية وربما أوروبية، تريد منها هذه الدول تحسين سلوكها، والمعني بذلك كما أرى المساعدة في تطبيق القرار 1559 وإنهاء ترسيم الحدود وإنهاء ملف مزارع شبعا والتخلي عن التحالف مع إيران، أي أن تكون في النهاية دولة صديقة لأمريكا، مع إجراء بعض الإصلاحات السياسية، وهذه المطالب إن نفذتها سوريا أعتقد ستنتهي المشكلة بينها وبين أمريكا وستتحسن العلاقات بينهما، ويمكن أن يفضي ذلك إلى مفاوضات مع إسرائيل تفضي لإعادة الجولان وعقد سلام مع إسرائيل، وعندها ستكون مسألة التحقيق في مقتل الحريري شيئا ثانويا في الأجندة الأمريكية، التي برأيي أن أمريكا تستخدم هذا الملف كورقة ضغط على النظام لتحسين سلوكه وفق دفتر الشروط الأمريكي.

س7- النظام السوري يدعم حزب الله بشكل أو بآخر علماً أنه حزب إسلامي، وفي الوقت نفسه حظر حزب الأخوان المسلمين ويفرض أقسى العقوبات لمن ينتمي إليه، برأيك ما هو السبب ؟
ج7- السبب بسيط، فحزب الأخوان المسلمين حزب سوري، وقام بعمل معارض استخدم فيه العنف وشكل خطرا على بنية النظام في بداية الثمانينات، وعليه فقد تم قمعه بعنف موازي وأصبح العدو الأول للنظام، أما حزب الله فأمره مختلف فهو حزب لبناني وموالي وصديق للنظام ولا أجندة خاصة له في سوريا، ولهذا فهناك بون واسع بين الاثنين وإن كان الحزبان أرضيتهم دينية.

س8- كيف تقرأ الضغوط التي تواجهها سوريا اليوم ؟ وهل ستؤدي لتغيير النظام بالمطلق أم تغيير سلوكه فقط ؟ وما هي إمكانية التغيير من الخارج كما أطاح الخميني بالشاهنشاهية؟
ج8- الضغوط تنصب على النظام لتغيير سياسته المعارضة للسياسة الأمريكية في العراق ولبنان وفلسطين، ولا مشكلة أعتقد لأمريكا مع النظام إذا غير سياسته هذه، بل ربما سيدعم أمريكيا، كما يدعم النظام السعودي والمصري والأردني، وكما رضي عن نظام القذافي، المسألة في العمق ليست تصدير الديمقراطية كبضاعة مجردة بل مقرونة بشروط سياسية، وتحديدا وفق دفتر الشروط الأمريكي، وأعتقد أن استمرار الضغوط الخارجية لن يغير النظام، كما لم يتغير النظام في أي دولة كنتيجة للضغوط الخارجية، التغيير يأتي عندما تتوفر قوى وأرضية له في الداخل، فلا وجود في الحالة السورية لشبه مع إيران في ثورة الخميني، فلا خميني سوري في الخارج ولا أرضية شعبية مهيأة حاليا في الداخل.

س9- تحولت وسائل الإعلام السورية وخصوصاً التلفزيون السوري إلى أداة دعاية لحزب الله في هذه الأوقات, كيف تقرأ ذلك ؟
ج9- الحالة بديهية فإن حزب الله حليف أساسي للنظام السوري، فضلا عن كونه تعرض لعدوان إسرائيلي، فإن هذا الدعم هو تحصيل حاصل.

س10- ما تفسيرك لعدم فتح جبهة الجولان والتملص من ترسيم الحدود وجنسية شبعا بينما يحارب إسرائيل في جنوب لبنان، أليس الجولان أقرب وأجدى؟
ج10- إن فتح جبهة الجولان سيعنى اندلاع حرب نظامية مع إسرائيل لن تكون نتيجتها لصالح سوريا في الوقت الراهن في ضوء موازين القوى الحالي الكائن في صالح إسرائيل، وهذا هو المبرر الرسمي للسياسة السورية، وعدم البدء بترسيم الحدود مع لبنان غايته التملص من فتح مسألة مزارع شبعا وكفر شوبا، اللتين بقاء وضعهما معلقا يوفر تبريرا لاستمرار مقاومة حزب الله في لبنان وعدم تسليم سلاحه بحجة المقاومة، وإن إبقاء المعركة مستمرة وساخنة في جنوب لبنان عبر حزب الله يوفر لسوريا وإيران أدوات ضغط مستمرة على إسرائيل وعلى أمريكا، فضلا على أبقاء نفوذ سياسي لهما في لبنان.

س11- هناك من يزعم أن حزب الله ليس ورقة سورية، بل سوريا ولبنان برمته ورقة إيرانية للتغطية على الملف النووي الإيراني دوليا وصرف النظر عنه.. والبعض يقول أنها صفقة سورية – إيرانية، هدفها إعادة الحسابات لكلا النظامين، ما هو موقفكم تجاه ما يحصل ؟
ج12- باعتقادي حزب الله هو بالأساس صناعة إيرانية، وهو ذراع طويلة لها في لبنان، وهو بنفس الوقت حليف أساسي لسوريا في لبنان، ولا أعتقد أن سوريا هي ورقة لإيران، بل أن مصالح متبادلة وتحالف قائم بينهما، وأن استخدام حزب الله من قبل سوريا وإيران في لبنان إلى جانب القوى السياسية المتحالفة معهما لصالح معركتهما السياسية ضد إسرائيل وأمريكا وفي مقاومة ضغوطهما هو أمر واقع، عسى أن تختلط الأوراق بالمنطقة ويتم فرض شروط سياسية لصالح كل من سوريا وإيران وإبعاد مخاطر الضغوط عليهما.

س13- يقول بعض المحللين الإسرائيليين أن الحرب بمجملها في صالح إيران جاءت لتخدم أغراض ملفها النووي وأن حزب الله هو اليد العسكرية لإيران تستعملها كأداة ضغط تردع أمريكا وإسرائيل عن ضرب منشآتها النووية، ما تعليقك على ذلك ؟
ج 13- الحرب جاءت باعتقادي لصالح إسرائيل رغم كل الخسائر التي تكبدتها، إذ أن القرار الدولي 1701 يحقق لإسرائيل ما تريده من إبعاد حزب الله عن الجنوب بعيدا عن موقعه وأرضه وقاعدته، ويفرض نزع سلاحه لاحقا على أيدي الحكومة اللبنانية من خلال التأكيد على تنفيذ القرار 1559، مما يمكن أن يوفر مناخا لحرب أهلية في حال ممانعة حزب الله لتسليم سلاحه لن يستفيد منها غير إسرائيل، وبذلك فإن الحرب لم تأتي في صالح حزب الله ولا في صالح إيران، بل باعتقادي إن هذه الحرب هيأت مناخا دوليا متعاطفا مع إسرائيل أظهرها في موقع البلد المتعرض لخطر الإبادة من قبل ما تسميهم ب "المتطرفين العرب والمتطرفين الإسلاميين"، من خلال تعرض مدنها لصواريخ حزب الله الإيرانية وإظهارها بأنها في حالة دفاع عن النفس أمام خطر محدق بها وبشعبها، فضلا عن تبرير سبب الحرب بأنها جاءت كرد عن تصرف حزب الله بأسر أثنين من جنودها ضمن حدودها.

س14- بعض المراقبين والمحللين أجمعوا على أن النظام السوري والإيراني وصنيعهما حزب الله قدموا الذريعة لإسرائيل وللمجتمع الدولي بنزع سلاح حزب الله وتقزيم دوره وجعله منظمة سياسية كما فعلوا مع مقتدى الصدر في العراق، برأيك هل هذا ما يتم على ارض الواقع ؟
ج14- لا أعتقد أن كل من إيران وسوريا لهما مصلحة في نزع سلاح حزب الله من لبنان، ولكن نتائج المعركة الأخيرة أدت لجعل عملية نزع سلاحه أمرا مقررا وواجب التنفيذ من خلال القرار 1701.

س15- برأيك ما هو سبب عدم إطلاق الجيش اللبناني أية رصاصة، خاصةً بعد مجزرة قانا الثانية ؟
ج15- سبب ذلك برأيي يعود لسببين، الأول الابتعاد عن خوض معركة خاسرة سلفا، والثاني لإبقاء المعركة على أنها بين إسرائيل وحزب الله ولا علاقة ولا مسؤولية للدولة اللبنانية بها، وتحميل مسؤوليتها لاحقا لحزب الله ولإسرائيل.

س16- كما يقال الأيام الأخيرة كانت أيام تحمل علامات استفهام، أيام انتظار لقرارات حول استمرار المعركة. والأيام القادمة ستكون أياماً لعلامات القراءة، ما هي قراءتك للأيام المقبلة مستقبل المنطقة لشرق أوسط كبير أو واسع أو جديد ؟
ج 16- إن نتائج المعركة الأخيرة سياسيا كان صدور القرار الدولي 1701 ، وهو كنتيجة في صالح الدولة اللبنانية، في بسط سيادتها وهيبتها على كامل أرضها، وهذا يعني نزع سلاح حزب الله، وبالتالي إضعاف دوره السابق وتحوله إلى حزب سياسي خاضع للقانون اللبناني، وبالتالي في صالح قوى 14 آذار، وفي الضد من مصلحة حزب الله . هذا في حال تمكن الدولة من نزع سلاح حزب الله، ولكن في حال العكس ستتفاقم الأمور، ويخشى من حالة حرب جديدة ستكون أشد من الأولى، وليس مستبعدا أن تنشب حرب أهلية وفوضى، وهذا احتمال يجب أن لا يهمل من الحسابات.

س17- ماذا لو انتصر حزب الله، كيف ستتعامل الأنظمة العربية معه ؟
ج17- المعركة انتهت الآن وحزب الله يعتبر نفسه منتصرا، وهو بالمقاييس العاطفية يعتبر منتصرا لأنه استطاع أن يقاوم جيش قوي جرار ويصيبه خسائر كبيرة، ولكن بالنتيجة السياسية للمعركة يعتبر خاسرا، فنتيجة المعركة هي إبعاده عن الجنوب ونزع سلاحه وإضعاف دوره السابق في مجمل الحياة السياسية اللبنانية، ومع ضعفه سيضعف دور إيران وسوريا في لبنان أيضا، وهذه بالنتيجة برأيي هي خسارة لحزب الله ولحلفائه، ولا أعتقد أن حزب الله كان يهمه كثيرا تحرير مزارع شبعا وكفر شوبا بقدر ما كان همه استمرار دوره العسكري في مجمل المعادلة الإقليمية.

س18- إذا انتصرت إسرائيل في هذه المعركة هل سيفرضون على الأنظمة العربية الاعتراف بها وترسيم حدود إسرائيل ؟
ج18- إسرائيل فشلت عسكريا، وكسبت سياسيا من خلال القرار 1701 إذا تم تنفيذه ، كما أنها استطاعت أن تكسب تعاطفا دوليا بإظهار نفسها أنها مهددة بوجودها من خلال أعدائها، وهذا التأييد ربما ستستثمره لاحقا في حرب جديدة في لبنان إذا لم يطبق القرار الدولي، وربما في حرب إقليمية أخرى ليس مستبعدا أن تكون ضد إيران وسوريا في محاولة لاستعادة هيبتها تجاه شعبها، بعد خسارتها وانكسارها المعنوي في المعركة الأخيرة.

س19- عوّلت المعارضة السورية كثيراً على تقرير براميرتز وتوقع البعض انهيار النظام السوري في هذا الصيف لكن النتائج جاءت خلاف ذلك، فهل المعارضة تقرأ خطأ وما السبب؟!..
ج19- من قرأ مثل هذه القراءة كان على خطأ أصلا، فإن تقرير براميرتز حتى في حال توجيه تهم ما لمسؤولين سوريين، ستنقل المسألة لمحكمة دولية ستأخذ وقتا طويلا، ربما سنوات وليس شهورا، وبعد كل هذه المدة في التحقيق لا يبدو أن المحقق وصل لنتائج ثابتة.

س20- كيف تنظر إلى تمديد مهلة براميرتز لمدة سنة جديدة ؟
ج20- مسألة التمديد متعلقة مهنيا باستكمال التحقيق من ناحية، وبإعطاء حياة أطول لملف القضية كسبيل لاستمرار الضغط السياسي على سوريا من ناحية أخرى.

شاهد أيضاً

فيديو | من هم مسيحيّو سوريا؟ كرم دولي يتحدث لنورث برس عبر برنامج واشنطن اونلاين

24-06-2021